الأبهة والعظمة ولبث في بريدة ثلاثة أيام يتردد في مواضع الاحتفالات يمنة ويسرة ثم إنَّه سار إلى عنيزة في ١٤/ ٦ حيث أقام أمير عنيزة عبد الله بن سليم حفلة عشاء كبرى على شرف حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم دعى إليها أهالي البلدة إحتفاء بقدوم جلالته ببساتين الجهيمية وقد تقدم بين يديه الخطباء وأهل الطبول وقام الأهالي بملابسهم العربية يستعرضون فرحين وبعد ذلك سار الموكب حتى انتهى إلى البدائع ثم إلى الرس ثم إلى البكيرية وقد أقام أهالي الرس سرادقًا كبيرًا.
ورفعت الأعلام وألوان الزينة وأقواس النصر حيث كان جموعهم يستقبلونه بالهتاف والتصفيق. أما البكيرية فقد شهدت يومًا خالدًا في حياتها استقبلت فيه عاهلها العظيم ورأت فيه كثيرًا من أبنائها الذين تفرقوا منذ سنوات في مختلف أنحاء المملكة فاستمع إلى خطبائهم وتناول القهوة والشاي كما زار قصر بن عقيل وقد شهد في هذه الرحلة خصوبة مقاطعة القصيم ومزارعها الحافلة وما زال موضع التقدير في حله وترحاله وكانت العاصمة بريدة هي مركز الدائرة فإنَّه يعود إليها في كل ليلة من الليالي. هذا وقد رفعت الأعلام من أعالي القصور والشوارع والسيارات وكان يتفقد أحوال أهل المدن ويفيض على الخطباء والشعراء ويمنح الفقراء والمساكين ويكافئ المحسن على إحسانه ولما أن بلغ الزرقاء في بريدة وكانت شمال غربي البلد ورأى تدفق المياه العذبة وعد الأهالي بأن يحتفر آبارًا ارتوازية ويسحب المياه في الأنابيب إلى البيوت وفعلًا جرى ذلك ولله الحمد. ولمَّا أن سار من القصيم إذا بمدينة شقرا ترحب بعاهلها العظيم فوصل إليها في الساعة الخامسة من صباح الأحد ١٨/ ٦ وهكذا كانت جولته.