فقد كانوا متحمسين في ذلك الاحتفال يهزجون بأناشيدهم وعلى رأس المستقبلين أمير المقاطعة عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد وقد أحضر رجال الأمن الذين لا يقل عددهم عن أربعمائة وخمسين جنديًا من بينهم فرقة الموسيقى تصدح أبواقها وقد ركبت سماعات الميكرفون وبينما الأمة شاخصة أبصارها إلى جهة الشمال إذا بالموسيقى تعزف لما تبدت طلائع سيارات جلالته فاستقبلت الأمة موكبه السامي بالحفاوة والتكريم رافعين أصواتهم بالهتاف والتصفيق يعيش جلالة الملك فكان مشهدًا رائعًا تجلت فيه مظاهر الحب والإِجلال واتسم بالنظام وحسن التنسيق وكان في مقدمة المستقبلين فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضي المدينة إذ ذاك ورئيس علماء المنطقة وفي صحبته كبار العلماء والوجهاء والزعماء من كل بلد، وكان أمراء القصيم من كل مدينة وقرية قد حضروا لذلك ويقدم الأمة للتعريف بالشخصيات الشهم المواطن عبد الله بن سليمان بن عيسى ثم تقدمت الأمة للسلام على جلالته والتمتع برؤيته ولما أخذ جلالته مكانه بين جموع المستقبلين تقدم الخطباء أمام جلالته يلقون الخطب والقصائد والكلمات المعبرة عن التعظيم والإِجلال والمحبة ثم أديرت القهوة والشاي ومكث طويلًا بين أولئك الجموع على الرغم من طول الرحلة وشهد ومن معه في ذلك اليوم جهدًا ملموسًا تطالع فيه مدى الإِخلاص ومدى الفرحة التي غمرت أبناء المنطقة ثم انتقل بعد ذلك إلى مائدة الغداء الغاصة بألوان الحلوى والفاكهة والنعيم والبهجة وغادر جلالته حفظه الله ذلك الموضع بعد ما لبث فيه من قدومه في الساعة السادسة إلى أن كانت الساعة في الثامنة غروبي وسار موكبه إلى البلد ليتناول القهوة في بيوت المشائخ والعلماء وكان الطريق من ذلك الموضع المعد للاستقبال يبلغ طوله إلى البلد أحد عشر كيلو وتلامذة المدارس قد اصطفوا من جانبيه ينشدون أبيات الحماسة ويهزجون بالأناشيد فنصب له مخيم كبير حوالي الشماس وأقيم فيه أنواع