الجبل فيها، فسار من زرود وعدا على مسلط بن محمد بن ربيعان ومن معه من عتيبة، فصبحهم على شبيرمة وأخذهم، ثم أغار على الروسان وهم على الرشاوية، وأخذهم ثم توجه إلى الشعراء ونزل عليها وقسّم الغنائم، ثم فقل راجعًا إلى الرياض وأذن لأهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
وفيها في شهر رمضان توفى الشاعر الفحل عبد الله بن ربيعة رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته:
هو عبد الله بن ربيعة بن عبد الله بن وطبان بن ربيعة بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي، وجده وطبان بن ربيعة، هو بن أخي مقرن بن مرخان جد آل مقرن ملوك نجد، فيجتمع آل مقرن وآل وطبان في مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة. وسبب نزول وطبان بن ربيعة في بلد الزبير، أنه قتل ابن عمه مرخان بن مقرن بن مرخان في الدرعية، فهرب إلى بلد الزبير وصار لآل وطبان صيت في الزبير وشهرة، وصاروا السعدون شيوخ عربان المنتفق والصباح رؤساء الكويت، فمحمد بن الثاقب هو جد الشيخ محمد الصباح، وأخوته محمد وجراح وحمود وجابر لأمهم، وكان إبراهيم بن ثاقب بن وطبان رئيسًا في الزبير.
ولما توفى تولى الرئاسة بعده في الزبير ابنه محمد بن إبراهيم بن ثاقب، وكان حازمًا عاقلًا ومن الدهاة المعدودين، وكان أهل الزبير يسمونه البلم لدهائه ومعرفته بالأمور، لأن البلم يغرق غيره ويسلم، ولم يزل على رئاسته في بلد الزبير ليس له فيه منازع، وأمره نافذ حتى البصرة، وكان متسلم البصرة أحمد أغا يخافه ويعلم أنه لا يتم له الأمر في البصرة إلا بقتله، فلم يزل يدبر الرأي والحيلة لقتله، فلم يفز بذلك مدة طويلة لأن بن ثاقب كثير الجنود شديد التحفظ على نفسه حتى أنفذ الله فيه أمره، وذلك في سنة ١٢٥٣ هـ.
وصفة اغتياله أن أحمد أغا متسلم البصرة مسافر إلى بغداد مكيدة منه، وأقام فيها مدة أيام ثم رجع إلى البصرة وليس معه ما يريد من عسكر ولما غيرهم، وبعث إلى محمد بن إبراهيم بن ثاقب يستقدمه إليه في البصرة ويأتي معه بمن يحب من الأعيان