السعودية والكويت التين قامتا بمساعدته، وأقامته من كبوته إذا هو يلتفت عليها فيهجم على الكويت ويستبيحه، ويصبح يتهدد السعودية بأن يفعل بها فعله بالكويت وهو ما نحن بصدده، فقد أقبلت الأمم من مشارق الأرض ومغاربها، واجتمعت الدول الكبرى والمتوسطة والصفراء للوقوف أمام هذا التيار الجارف الذي سيكون وقوده الجثث ان لم تداركها عناية الله تبارك وتعالى، وقد اختبأ ذلك الشجاع بزعمه الباطل في القبو الأرضي، واتقى بالصبية والنساء من عوائل الأجانب الذين يحتوي عليها العراق، وقد تأزمت الأمور جدًا وأقبل الجو والبر والبحر بالهمات الحديثة التي تهدر أعاصيرها وتضرب أمواجها بالفتن والقلائل والزعازع وأصبحت الأساطيل الأمريكية والبريطانية والقوات الفرنسية والسورية والمصرية، وما يحتوي عليه الخليج مطوقة العراق برًا وبحرًا وجوًا، وبما أن الرئيس العراقي يتربص الدوائر بالعرب والمسلمين، فقد اتخذ من ذلك وهو مجيء الحلفاء والأصدقاء والمدافعين عن السعودية والكويت، وعن أهل الحقوق عرضًا ومسبة لمن أتى بها، وإنهم إنما جاء يهدمون الإِسلام ويبيدون أهله، ويغيرون أخلاقهم ونحو ذلك مما تقتضيه إرادته الضالة وإذاعاته الساقطة، وجعل يستنهض الإِسلام والمسلمين والعرب لقتالهم وإنهم إنما جاءوا ليحتلوا مكة والمدينة لا غير، ولكنه بالرغم من إذاعاته المتواصلة أربعًا وعشرين ساعة تسب وتقذف وترمي بالبهتان لم يستجب له أحد سوى من استغواهم وهي اليمن وعمَّان، وقد قام بتزويرات وخزعبلات، وما هو متصف به من النفاق والبهرجة والكذب، والكيد للإسلام وأهله بحيث أنه هو السبب إلى حضور الأجانب والمكر والأذى، وإخافة الآمنين، وقتل الأبرياء، وهدم المساكن واستباحة الدماء والأموال والأعراض، ولكن الذين انخدعوا له لا يعلمون ولا بعواقب الأمور يفكرون، وجروا على أنفسهم وعلى أمتهم شرًا وبلاءً وجوعًا، وسيعلم الذي ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون، ولم تقتصر البلية على هؤلاء بل عمت شعب العراق بالفقر والجوع والإملاق وتقتيله أبناء العراق وضباط جيشه لما هو مفطور عليه من الإرهاب والقتل والإفساد، حتى