أصبحت العراق كجزيرة صغيرة يحيط بها البلاء من كل جهة، محصورًا ومضيقًا عليه من كل جانب، وقد قدمنا أنهم خططوا مرات عديدة لاغتياله والاستراحة منه، ولكن الأمور مرهونة لأوقاتها بحيث أمهله الله ليلقى المسلمون من بقية شره شرورًا كثيرة.
وفيها في ظهر اليوم ٢٥ من ربيع الثانية أقيم إمبراطور لليابان بدل إمبراطوريتها الأولى فهللت الأمة هناك لطلوع شمس الإمبراطور الجديد، وقد استهل منصبه بأنه ضد العراق باعتدائه على الكويت.
وفيها في صباح اليوم ٢٦ من ٤ أصيب الفلبين بإعصار شديد أعظم ما مرَّ عليهم، وقد اجتاح أشجارًا وبعض المساكن، وكل ما استهدف له حتى قيل أنه هلك بسببه خمسة آلاف من الأنفس البشرية، وقد مر في هذا التاريخ إعصارات شديدة تصيب الأمة وتهلك وتدمر، ولا سيما إذا كان مصحوبًا بنار فإنه يحرق ما مرَّ عليه من الزرع والثمار، وقد نبه الله على ذلك في كتابه.
وفيها في ١٩ ربيع الثاني أصيبت إيران بزلزال شديد على بعد أربعمائة كيلومتر من العاصمة هلك بسببه مائة وأصيبت تسع قرى، وحصل أضرارٌ جسيمة.
وفيها في اليوم المذكور من الشهر الرابع المذكور قامت فتيات في شرقي مدينة الرياض بمظاهرات يطالبن فيها بقيادة السيارات ومشاركة الرجال في أعمالهم احتجاجًا بأن المرأة تسوق السيارة بنفسها لسلامة من الأجانب الذين يسوقون بهن السيارات ويدخلون البيوت لذلك، وقد أظهرن الضرورة وتغيب المصلحة لذلك، وأبين أن يخضعن لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا للعلماء فلا يقتنعن إلا بعرض مسألتهن على أمير الرياض سلمان بن عبد العزيز، وكانت المسألة لا تخلوا من دسيسة شر لقيامهن بتلك المظاهرة في حالة سيئة، وجراءة في القول، ومنهن من أسفرن عن وجوههن، فلقيام المعارضين لذلك وأهل الغيرة الدينية ورفع المسألة إلى الحكومة برجاء منهم لها بعد استنكار عملهن صدرت الأوامر بالمنع لما يترتب على ذلك في الشر وتعرض الفئات لفتنة أكبر، ونشرت وزارة الداخلية