للعموم في الإذاعة والجرائد لمنع البنات تغليبًا لجانب المصلحة، وبما أن أناسًا من كبار العلماء أفتوا بالمنع فإن الحكومة أيدها الله حريصة على صيانة الفتيات المسلمة عن السفور والاجتماع بالرجال الأجانب تهددت بالمنع من ذلك، وسوف تلقى من لم تلتزم أعظم الجزاء، فلله الحمد والشكر على ذلك، وإنها لوقفة حسنة في سبيل هذا الاستحسان السيئ، والسيل الجارف للأخلاق.
وفيها قام الرئيس الجديد في الهند سيندرا سيكر ينظم شؤون دولة الهند إن حكومة الهند لضخامتها وكثرة سكانها الذين تجاوز عددهم ثمانمائة مليون يشق على الرئيس سيادتها وهي وإن كانت مملوءة بالخيرات فلكثرة سكانها يتطرق عليهم الجوع والحاجة الماسة في أمر معيشتهم، وإصلاح دنياهم لضخامة العدد فقد حدثني من رآها وتردد فيها أنهم كانوا يجلسون بين الأشجار في الطرقات وقد تلقى العائلة بين أغصان الأشجار فيجلسون تحته ويقول بعض المسافرين إليها من السواح ومن العمال فيها: كنا بعد تناول طعام الأفطار نلقي ما تبقى مع النوافذ إلى الشارع فرأت عيناي أنهم يتسابقون إلى ذلك من كسرة الخبز وغيرها، قال: وقد يجلس مائة نسمة لانتظار ما يسقط من النوافذ، ولما أن اغتيلت الرئيسة "أنديرا غاندي" وأقيم ابنها "راجيف غاندي" رئيسًا بعدها تولى منصبها, ولكنه لتطور الأحوال لم يستطع السيطرة على الهند، ولضعفه وكثرة المتمردين والمنشقين من المتطرفين والسيخ وغيرهم، ظهر عجزه فأطيح به وتولى الرئاسة بعده الرئيس الجديد، فقام في آخر ربيع الثانية من هذه السنة ينظم شؤون بلاده ويسعى لما يصلحها، وقد كان لما أن فتح الله الرزق وبسطه على السعودية تستقدم أناسًا من الهند إلى المملكة لسياقة السيارات، والقيام بأعمال البناء والتصليح، يسترزقون الله تعالى وينفعون الأمة بالخدمة كغيرهم في البيوت والدكاكين، وقد استجلب إلى المملكة من نسائهم لما غليت المهور فجيء بهن وعشن زوجات فيها تاركين سيحون وجيحون وجبل الجودي الذي ذكره الله تعالى في كتابه، وقد أثرت فيهم أعمال العالم الجليل زوج "سُمُو بيكم" وهو صديق بن حسن القنوجي ملك مدينة بهوبال