الناس، على من تسبب وماطل عافاكم الله، ثم جاء الجواب من يحيى في ١٩ ذي الحجة بكلام ظاهره الخديعة والملق، وأظهر أنه قادم متعهدًا بعقد المعاهدة عشرين سنة، وإبقاء الحدود كما هي عليه الآن، ورفع الأدارسة كما انتهت المراجعة، وإطلاق رهائن الجبال، وإرجاع الجبال إلى حضرة صاحب الجلالة كل هذا يلتزم به، ثم أخذ يسب المكارمة لولاهم لما كان كذا، ولولاهم لكان كذا وأطال، إلى أن قال وحسب إفادتكم العلية كتبنا للسيد عبد الله بن الوزير ورفقته وصولهم إلينا، وإذا رأيتم وصوله إلى حضرتكم لإكمال العاهدة وإمضاءها فهو الأولى والسلام عليكم.
ولما رأى ابن سعود أعمال يحيى التي كان يدبرها وأن جنوده جادون في تقدمهم غير أنه يسكن خصمه بالخديعة والمكر، عندها أصدر أو امره إلى قواده، واضطر إلى ذلك للدفاع عن مملكته فتقدمت الجيوش السعودية وجعلت توالي الزحف إلى الأمام، فيصل بن سعد تقدم إلى باقم وأطرافها، والأمير خالد بن محمد تقدم إلى نجران وصعدة، والأمير حمد الشويعر تقدم إلى حرض، وأمر نجله فيصل بن عبد العزيز أن يتقدم ويتولى القيادة، وتقدم سمو الأمير محمد بن عبد العزيز زاحفًا بنجدة من نجد وقوة احتياطية لأخيه سعود، ونشرت جريدة أم القرى في يوم السبت الموافق ٨ ذي الحجة مقالة ألقاها جلالة الملك ابن سعود في المأدبة الكبرى التي أقيمت في القصر الملكي بين فيه خطته في هذه الحرب اليمانية، وأنه امتشق الحسام فيها ضرورة، ولولا خشية الأطالة لأتينا به، وهو تفسير لأعمال يحيى التي تقدم ذكرها، وقال في أخره.
فكان جوابه ملقًا وتملصًا ووعودًا، وآخر الأمر أبرق لي بأنه لا يفعل معي إلا ما يفعله الأخ مع أخيه والصديق مع صديقه، وهكذا سلسلة حوادث له معي أخجل من ذكرها إذ لا يعملها إنسان عنده مروءة، ولا يقبل بها رجل ذو شرف وشيمة، لم أترك وسيلة للصلح والسلام إلا فعلتها، ولكني ما رأيت غير المحاولة، لذلك أمرت ولي العهد ليتقدم بجنوده إلى الإمام فيستخلص البلاد التي