دون أن ينفذ الطلب الذي طلبناه، وهو فرض علينا إدراكه، ولا يمكننا تركه، فإذا كنتم تحبون الإنصاف والصلح والسلم، وحقن الدماء فلا يكون إلا به، ونحن لم نطلب شططًا، ولم نطلب إلا حقًا تجاوزتم عليه، إن العهود التي بيننا وبينكم نكثت دخلتم حدود بلادنا، واستوليتم عليها، ونقضتم العهد الأول الذي كان بيننا وبينكم أيام قدم إليكم ابن دليم وابن ماضي، ونقضتم معاهدة عرو الذي عاهدتمونا عليها، ثم نقضتم العهد الذي بيننا وبينكم في تحديد الحدود، وعمل المعاهدة لمدة عشرين سنة، ولم يكن لهذه العهود من جواب إلا استيلائكم على فيفاء وبني مالك والعبادل، وتقديم الإدريسي يشتغل بالفساد، وقد أشرفنا على كتاب منه بتاريخ ٧ ذي الحجة ١٣٥٢ هـ لمحمد بن حمود صاحب الحسينية وغيره يحثهم فيه على الفتنة ويهدهم ويوعدهم، إن مطلبنا الذي طلبناه منكم يقره كل منصف يخاف الله تعالى، ثم ذكر مطالبه وهي سحب جنده عن بلاده لأنهم دخلوا عليها بعد العهد، وأن يطلقوا الرهائن ولا يتدخلوا بشؤون بلادنا، وقد أعطيناكم الأمان الذي طلبتموه لهم، وعفونا عنهم ولم نعاتبهم على ما فات منهم، ثانيًا: طلبنا منكم الإنصاف في نجران، أما أن يكون محايدًا بيننا وبينكم، وأن يكون ما بجنوبه لكم وما بشماله لنا مثل بدر وهواده وحبونة وما بينهما، فإن كنتم لا توافقون على حياده، فاقترحنا أن يكون أيديكم من أهل نجران لكم هم وبلدانهم، ومن كان تحت أيدينا من أهل نجران هم وبلادهم لنا، إلى أن قال أما إيقاف العمل بغير شيء ظاهر واضح غير قابل للتأويل، مستعجل فوق العادة ليس بالإمكان لأن الأمر قد فرط، وباب السلم مفتوح إذا عزمتم على إتمام ما كان تقرر بيننا، وقد مضى علينا عدة أشهر والعدوان يتمادى علينا، ولم تجدنا جميع المراجعات فائدة، فلم يكن لنا مندوحة عن الدفاع الذي أمرنا به، أما ابن الوزير فهو تحت أمركم إن أردتم قدومه إلينا يقدم، وهو ولد كريم بين جماعته ورفاقه وأمره إليكم، أما المراجعة بالتعليل والتطويل، فلا فائدة ولا نجاح لها، والمسؤولية أمام الله، ثم أمام الرعية، ثم أمام