المشايخ وعلى أم يحيى جاءهم طلب من ولد يحيى السيف لمقابلته في صعدة، وأن عمال يحيى في فيفاء قد أخذوا زكاة الحبوب والمواشي وضربوا الجزية على أهلها من ذكر وأنثى، وصغير وكبير، وجعلوا على كل نفر ربع ريال، وأما شيوخ بلغازي فهم الآن عند ناظرة فيفاء المنصوب من قبل يحيى.
وجاء من حمد الشويعر أيضًا في صامطة ما نصه إلى جلالة الملك بتاريخ ٧ ذي القعدة وردتنا الأخبار من فيفاء أن أهلها في أشد ضيق من يحيى وجنده لأنه أنزل عندهم ثلاثة آلاف من الجند، وجعل في كل بيت من بيوتهم أربعة أنفار، وأهل البيوت مكلفون كصرف الجند من طعامهم وشرابهم ولوازمهم، وقد أخذوا على كل رأس من البقر نصف ريال، وريالًا على كل رأس من الأبل، وعلى كل نفس من النفوس من النفوس من ذكر وأنثى، وكبير وصغير ربع ريال، وقد طلبوا المشايخ إلى صعدة ليجبروهم على أن يكتبوا على أنهم لا يريدون ولايتكم، وقد كتبنا كتبًا لهم ما يلزم فأحببنا إحاطة جلالتكم بذلك.
فبعث جلالة الملك جوابًا ليحيى قال فيه: ولذلك وقعت في حيرة من أمرين، إذا راجعنا برقياتكم ووعودكم فيها ومواثيقكم استراح خاطري ورجوت، وإن رأيت الأفعال التي فعلت تأسفت وأمرت بالاستعداد والحزم، والأفعال التي فعلت في أطرافنا لا تخفى عليكم ولا أحب أن أقول أنكم علتم بما فعل ورأيتم أننا بقينا مكتوفي الأيدي حبًا للسلم الذي هو عادتي، وحبًا بالصداقة معكم، ورجاء وفائكم بعهدكم، فالأمر أخي وصل حده من جميع الجهات وحل الأمر وتركه بأيديكم، وأقسم لكم برب السموات والأرض أولًا: أن الحوادث التي جرت في أطرافنا كتمتها على جماعتي، وأعز ما عندي من إخوتي مخافة أنهم إذا اطلعوا. . إلخ.
وقال أيضًا في مجاوبته ليحيى في تاريخ ١٧ ذي الحجة: أخي إن هذا موجب للأسف وقد صار الشك يقينًا وأيد سوء القصد، وأنكم تريدون أعمالكم السابقة، فلا ابن الوزير ولا غيره من كبير أو صغير، لا يمكن أن يحل المشكل