وحصل على العساكر قتل، وجاءنا من ولدنا سيف الإسلام كذا فأجابه ابن سعود بكل جميل وقال: في البرقية المؤرخة في ٢٧ رمضان بأن ولي العهد سعودًا قد سار على السيارات قبل وصول برقيتكم الأخيرة بثلاث أيام، وكان قد تجهز الابن فيصل من الحجاز ليسير على الساحل ببعض القوى التي عنده، وإننا تمكنا من تدارك سير الابن فيصل من الحجاز نظرًا للمواصلات البرقية بيننا وبينه، وأرجعناه إلى محله، وأما سعود فنظرًا لعدم وجود المواصلات البرقية بيننا وبينه لم نتمكن من إرجاعه إذ يكون اليوم تقريبًا في بيشة، ثم إنها ما زالت المراجعات والمفاوضات بين ابن سعود وبين يحيى آخر رمضان وطيلة شوال، وكلها تعرب عن كامل المحبة والولاء.
ولما أن كان في ٢ ذي القعدة وصل الندوبون المرسلون من قبل يحيى إلى أبها برئاسة عبد الله بن الوزير، وهذه وصية جلالة الملك لوفده لما بعثوا نبأ إليه يخبرونه في ٢ ذي القعدة علمنا باجتماعكم، ونرجو أن يقسم الله ما فيه الخير، وما دام هناك سبيلًا للسلم فلا تدخروا جميع جهودكم في سبيل الوصول إليه مما لم يتعد الأمر الحد، ويكون هناك ما ضرره ممبر من نفعه، وبالله ثم بكم الكفاية وجميع ما عندي أبلغتكم به من قبل، أسأل الله أن يوفقكم للخير، وكان وفد ابن سعود يرأسه فؤاد بك حمزة ثم جلس المندوبون للمفاوضات، وجرى من ابن الوزير المندوب من قبل يحيى تعاظم وحدة وذكر أن الإمام يحيى قد اشترى كذا وكذا من المدافع والرشاشات، وأنه وأنه وتحامق ابن الوزير، وجرى منه فظاظة الأولى بنا تركها واستمرت المفاوضات حتى تاريخ ٢٤ من ذي الحجة.
وفي هذه المدة التي اتفق فيها مندوبو الطرفين لتسكين الحرب والنظر في حل المشكلات جعلت تتقدم جنود يحيى وتعيث فسادًا، وكنت أظن أن اختلافه لبعث هذه الوفود ليسكن سورة ابن سعود وجيوشه، وجاءت البرقيات من أمراء الجيوش السعودية تفيد بما ارتكبه جند يحيى، فجاءت برقية من ابن سلطان في أبو عريش إلى جلالة الملك بما نصحه بتاريخ ٧ ذي القعدة وردنا كتاب من راعي فيفاء يفيد أن