والأمراء من آل فيصل ومحال أن لا يكون في مقدرة الجميع بلاغ ما تريدون من عودتنا بأحسن حال، فنرجوكم الأسراع بأوامركم الكافية والطريقة واضحة، وأصحابكم معنا، والأمر جلي ليس فيه خفاء عند أحد، مع أن لنا أغراضنا في الاتفاق بسمو الأمير سعود كما سيعرض عليكم إن شاء الله، وليس لنا إرادة إلا في كل خير للجميع والسلام عليكم ورحمة الله.
فأجاب الملك عبد العزيز وفد الإمام يحيى بكل جميل، ولا يخفى ما فيه من الفصاحة التي تسحر العقول، بل هذا لعمر إلهك السحر الحلال وذلك بتاريخ ٢٤ منه.
إن الباعث على ذلك والقصد هي المحافظة على راحتكم ومنع المشقة عليكم في الحالة الراهنة، ولا تخفى عليكم خطة الحرب، وطريقكم الذي تريدون السير معه هو محل المعارك الحربية، ولو كان المقصد الخوف عليكم من جندنا فالجند الحمد لله تحت السمع والطاعة وتحت قيادة أبنائنا كما ذكرتم، ولا خطر عليكم منهم ولكن الذي نحاذره هو أن يكون في الجبال أحد من الهاربين أو أناس أعطوا الأمان في الطريق، وتخشى أن يقع عليكم أي حادث منهم يكدركم ويكدرنا، وأنتم تعرفون أن لكم علينا حقوقًا كثيرة منها أنكم ضيوف أعزاء علينا، ومنها نسبتكم لسيادة الأخ الإمام يحيى، والله المطلع أننا لا نزال نجله ونجل من انتسب اليه، ونأسف كثيرًا لما وقع مما لم يكن يخطر لنا على بال، ولكن كما قال الله تعالى:{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ}[التكوير: ٢٩]، ومنها أن لشرفكم ومقامكم منزلة عالية عندنا وأنا نحافظ على شرفكم ومقامكم وراحتكم، كما نحافظ على شرفنا وراحتنا، ومن أجل ذلك أمرنا فؤاد أن يراجع الولد سعود وإن كان يجد طريقًا سلميًا فتؤمن به راحتكم أن يبذل في ذلك جهده، وكونوا مطمئنين الخاطر أننا سنعمل كل ما يمكن لما يحفظ راحتكم، فإن أردتم طريقة أخرى فإنا مستعدون لأن نحظر لكم أحد الزوارق البخارية التي عندنا، أو نعد مركبًا خاصًا ينقلكم من إحدى الموانئ، فنحن مستعدون لذلك، أما ما معكم من الدواب فنحن نتعهد بإيصالها إلى المحل التي