تريدون، ولا شك أن درايتكم ومعرفتكم بالأمور تجعلكم لا تشكون في أن كل ما قدمته لكم هو الحرص على راحتكم وشرفكم شفقة مني على ذلك، أما رغبتكم في مقابلة ولدنا سعود فإن كان هناك مصلحة أو أمر جديد فيمكن تعيين وقت لمقابلتكم، ونحن ممنون من كل أمر فيه راحة وإصلاح للجميع، وقد أمرنا فؤاد أن يتراجع مع الولد سعود، وأن يراجعكم في كل ما يؤمن راحتكم ويحفظ المصلحة في ذلك والسلام.
ولما أن تقدمت القوات السعودية وجعلت توالي الزحف على اليمن ما كان إلا القليل، بل لم يمض إلا بضعة أيام حتى استولت على كثير من البلاد اليمانية، وقام يحيى وأبرق إلى جميع الدول الإسلامية يناشدهم الوساطة لإيقاف الحرب، وحل الخلاف، فبادر المؤتمر الإسلامي بانتداب وفد من قبله لحل هذا الخلاف، وانتصر ابن سعود وخدمته الأيام، وقلبت لأعدائه ظهر المجن فعززوا بأنفسهم، وتداعوا بقواتهم، وكان جيش الأمير فيصل بن عبد العزيز الذي زحف به من الحجاز يقدر عدده بستة عشر ألف مقاتل مجهزًا بأقصى ما يستطاع من القوات المستحدثة، وقدمنا عدة جيش الأمير فيصل بن سعد البالغ سبعة آلاف مقاتل مرابطًا على الحدود واستعداد للطورئ، كما أصدر صاحب الجلالة أوامره على نجله سعود بالزحف في ٦ ذي الحجة يقود خمسة آلاف مقاتل، وتقدم الأمير محمد بن عبد العزيز بقوة احتياطية لمساعدة أخيه سعود، وصدرت الأوامر على الأمير خالد بن محمد ابن أخي جلالة الملك أن يزحف يحيش وينضم إلى ولي العهد سعود.
وما زالت الجنود تتوافد على القائدين حتى بلغ جيش ولي العهد ستة وثلاثين ألفًا، أما جيش فيصل بن عبد العزيز فقد بلغ أربعة وثلاثين ألفًا فبذلك بلغ مجموع الجيش سبعين ألف مقاتل.
ولما أن وصل سعود إلى بلاد وادعة، أمر على ابن عمه فيصل بن سعد المرابط في خميس مشيط أن يتقدم بقسم من الجند إلى باقم فتقدم وحاصرها وشدد الحصار