عليها، وكان فيها قوة من الجيش اليمني وأصدر أمره أيضًا إلى ابن عمه خالد بن محمد أن يسير بقسم آخر من الجند إلى بلد نفعة، وناهيك به من قائد محنك استولى على بعض البلدان وحاز انتصارًا عظيمًا.
ولما زحف إلى بلد نفعة وفيها قوة من قبل يحيى احتلها بعد أن سلمت الجنود اليمنية فأمنهم على أرواحهم، وتقدم الأمير محمد بن عبد العزيز بقوة فاحتل بقواته مدنًا وقرى، ثم أخذت القوات السعودية في تقدمها إلى نجران، وأخرجت الجنود اليمانية منها واحتلتها واستولت على نجران استيلاءً تامًا، وأصدر صاحب الجلالة أو أمره على حمد الشويعر أن يتقدم بقوات إلى حرض، وذلك عن طريق تهامة، كما صدرت الأوامر على صاحب السمو فيصل بن عبد العزيز أن يتقدم بالجنود النظامية وغيرها، فزحف بالبطاريات والمدافع والرشاشات على تهامة عن طريق الساحل، وأن يتولى القيادة في تهامة فتقدم ووالى زحفه حتى استولى على كثير من بلدان الساحل التابعة ليحيى، وهجم على ميدي وأسر كثيرًا من جنود اليمن، وفيها عامل الأمام يحيى على ميدي عبد الله عرشي، وبعد ما احتلها تقدم فاحتل الحديدة، وسنذكر صفة احتلالها في السنة التالية لهذه إن شاء الله تعالى، وبهذا يتحقق معنى كلام الملك الذي باح به في ١٦ محرم من السنة المتقدمة، حيث يقول: "إني والله أحب السلم وأسعى إليه، فإذا ما بليت صبرت حتى إذا لم يبقَ في القوس منزع، وحان وقت الدفاع عن الدين والوطن فعلت:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبٌ ... فما حيلة المضطر إلا ركوبها
وهنا لا يكون إلا إحدى الحسنيين، إما السعادة، وإما الشهادة، وكلاهما نعمةً من الله، ونحن نقابل أيهما بصدر رحبة ووجوه باشة وهذه سنة رسول الله وأصحابه من بعده رضوان الله عليهم، والناس معنا ثلاث، إما محب ومساعد، وإما لا محب ولا مساعد، واما معاند فقط.
فأما الأول: فله ما لنا وعليه ما علينا.
وأما الثاني: فنسعى جهدنا في إفهامه الطريق الذي نسير عليه، فإذا اتبعنا فالحمد