والوقوف عليها فقيل إن الذي وقعت له هذه القصة أعرابي في تلك الضاحية، ولما أن سرنا إلى تلك الجهة سألنا عنه حتى اتصلت به ليروي لنا القصة، ووجدته أشمط مربوع القامة يدعى عبد الله بن زايد الحميدي فقال أنه كان لدي ماشية من الغنم وكانت السنة ممحلة ومجدبة فكنت أعلفها وأجمع لها حتى لم أجد ما أعلفها به فكنت أرثي لغنمي كلما رأيتها، وكان يأتي إلى بئرنا رجل يدعى زبن الطيري ليستقي من مائها ويستعذب لأهله وهو شيخ كبير يقود سيارته وقد يساعده أبناؤنا لموقفها لأنه لا يهتدي إلى مصب الماء تمامًا فقدر أنه جاء ولم يجد من يساعده فاختل توازن السيارة وحصل ضجة شديدة من الأولاد خوفًا من أن تسقط في البئر ففزع لذلك وخاف ونزل إلى الأرض يتفقد السيارة، ثم دعا بماء فصب على رأسه ويديه ورجليه ثم سأل الأولاد هل أحدث عدم اتجاه السيارة حادثًا فأخبروه بالسلامة ولطف الله تعالى غير أنهم خشوا أن تسقط السيارة في البئر فصاحوا لذلك فحمد الله وشكره على لطفه ثم قال لا حول ولا قوة إلا بالله، إن هذه السنة لمشؤمة رأيت السحاب يلتحم ولا يمطر ورأيت الغبرة والقترة فأسأل الله أن يجعل المصيبة في العشب أو الحلال ولا يجعلها في الراعي ووالي الأمر ثم ذهب وأحدث كلامه انزعاجًا وكانت الأعراب يتشاءمون، ومن جهة أخرى فقد كان في مصر فلكي يدعي علم النجوم في حساباته فكان يتنبأ في لياليه وعلم النجوم أنه يموت عظيم في هذه السنة، ويفشل مؤتمر كذلك بنبوءة علمه ثم ذكر الأخ عبد الله بن زايد أنه ذهب كعادته هو وصبيته لرعي الغنم ومن بينها شاة يحلبونها ويزيدون في علفها لذلك قال فلحقتني ولها ثغاء كأنها تشتكي من الجوع فقال مخاطبًا لها أشكو إلى الله هذه الحالة قال ثم توسدت حجرًا ونمت فتبدى لي إنسان طوال أبيض اللون وعليه لباس أبيض فقال بشر الناس بخير ولا يحزنوا ثم ذهب وصعد إلى جبل يبعد مسافة كيلوين عن موضعه يدعى بجبل ذوف فلما استيقضت ذهبت أتتبع آثاره فوجدت مواضع أقدامه بيضًا نعم وجدناها بيضًا حينما وقفنا عليها وتقدر بأربعين قدمًا، وهي أقدام رجل معتدل القامة فليس القدم بالطويل ولا القصير وانتهت على جبر