قلوبهم وأخافوهم، ولم يرعوا لله حرمة ولا لرسوله ولا للكعبة المعظمة، واستهدف جميع من في المسجد الحرام للقتل لولا أن الله سلم, لأنهم كانوا يريدون رجال الحكومة، وكان أولئك الخوارج قد اتخذوا المسجد الحرام قلعة لهم يقاتلون فيه ويطلقون النار يمنةً ويسرةً، فأصيب جميع المحاصرين من رجال الحكومة، وتعطلت صلاة الجماعة في المسجد الحرام سبعة عشر يومًا، وبعد إطفاء هذه الفتنة والقضاء عليها بعد ما أصيبت المصاحف التي لم يقل عددها عن أعداد الملايين، واتخذ أولئك الأشقياء فرش المسجد الحرام وسجاجيده متاريس لهم ينصبوها ويعاملون من خلفها، كان سوء الحظ أن خلع شاه إيران الذي كان ممسكًا بزمام أمته استولى الخميني عام ١٣٩٩ هـ، وبولايته قام أهالي إيران بمفاسد كثيرة ضد السعودية في مواسم الحج يشيعون حرائق، ويكدرون صفاء جو الأمن خفيةً، وكانت الحكومة تطالع عن كثب وترصد حركاتهم وسكناتهم، وفي عام ١٤٠٦ هـ تكشفت نواياهم السيئة وما كانوا يبيتونه من الأذى للمسلمين في مجتمعاتهم في الأماكن المقدسة، وكانت هذه هي الطريقة التي يعاملون بها الإسلام وأهله من إلقاهم النجاسات في صحن المطاف وفي الحجر الأسود الذي هو يمين الله في الأرض بخفية، وحينما تولى آية الله الخميني كان يرسل شياطينه متذرعين بالحج وهم بخلاف ذلك، ففي السنة المذكورة ألقي القبض على حقائب يحملها حجاجهم ولا يعلمون ما فيها، يحمل في طياتها أنواع العبوات والمتفجرات بحيث إذا قدم بها أولئك كملبوسات يستلمها بعد قدومهم مكة المكرمة رجال قد كلفوا بتركيبها وتفجيرها من قبل شيطان إيران، غير أن الحكومة استطاعت القبض عليها في تلك السنة، ولو أنها استُعمِلتْ لنسفت الجسور ودمرت جزءًا كبيرًا من الحجاج الذين قدموا بظل الحكومة السعودية، ولكن ما بصنع هؤلاء المخربين وقد قدمنا ذلك في سنين هذا التاريخ, عبث في الأمن, وأذى لحجاج بيت الله الحرام، وانتهاك لحرمة الإسلام.
لما كان في موسم الحج عام ١٤٠٧ هـ جرت فعلة لم تجرِ في قديم الدهر ولا في حديثه، ولم يفعلها اليهود ولا النصارى ولا المجوس، ولا عبدة الشمس ولا