الكواكب، ولا دهرية الشيوعيين، بحيث سطا حجاج إيران بمظاهرات عنيفة يحملون صور الخميني على رؤوسهم وصدورهم، يحملون ما استطاعوا حمله من السكاكين والمقاريض والفؤوس التي اشتروها بدعوى تكسير وتقطيع لحوم الهدي والأضاحي وهم بخلاف ذلك، وأوقعوا بالمسلمين وقيعة كانت من أسوأ الوقعات، وهجموا على المسلمين والحجاج في حال ازدحامهم أمام الحجر الأسود وأمام جدر الكعبة المشرفة، وقيل أنه عثر على أناس إيرانيين يريدون هدم الكعبة، واقتحم أناس منهم يريدون فتح الكعبة بالقوة، ولكن الحكومة ردتهم خاسئين، وكان وقوع ذلك في ١٦/ ١٢ كما قدمنا، واقتحامهم لفتح الكعبة في ١٣/ ١٢، وكانت الحكومة تؤثر عدم تكشف أحوالهم، ولكن إشعال النيران أمام الحجاج، وحيلولتهم لحجاج بيت الله أثار غضب السعودية، فأبرزوا شيئًا من أعمالهم ونشروها لأعين البشر، وأمام العالم الإسلامي ولا سيما العبوات التي أرادوا تفجيرها لولا أن الله سلم، وفي المدينة المنورة فعلوا مثل ذلك وأخافوا حرم المصطفى، وروعوا أهالي المدينة المنورة وسكانها، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء" رواه البخاري، وفي رواية لمسلم:"لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرف ولا عدل".
وفي عام ١٤٠٩ هـ في موسم الحج مساء يوم الاثنين ٧/ ١٢ ليلة التروية انفجرت قنبلتان في الجسر أمام باب السلام من جنوب وأبواب المسجد الحرام هدتا الجسر وقتلت أفراد مما كان له أثر سيئ، وأثار العالم الإِسلامي، وقد أعلم القائمون بتلك المتفجرات، وكل هذه الإفسادات التي جرت لم يعهد مثلها في قديم الدهر ولا في حديثه، ولقد كان لأثار الأنبياء والأماكن المقدسة حرمتها بين الأمة في الجاهلية والإِسلام، ومما يؤسف له قتل السفير السعودي في إيران، وهو الرجل البريء الذي لم يظلم أحدًا ولم يتطرق لشيء من السياسة، وقد