المملكة وجنوبيها مشت منها الأودية واستمرت ديمه على القصيم في ليلة ٨/ ٥ سبع ساعات وخرج المسلمون للبعل في رياض القصيم.
وفيها قام الملك سعود بزيارة للقصيم فقدم بريدة في يوم الأربعاء الموافق ٢٦ من جمادى الأولى وقام أهالي مدينة بريدة باحتفال عظيم في المطار والشماس ودعي لذلك الأعيان من كل مدينة وقرية. ولمَّا أن هبطت الطائرة المقلة لجلالته ولرفقته وخدمه فتح باب الطائرة وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لقدومه وقامت الموسيقى العسكرية تعرَّف لإبداء التحية وبعدما تقدم الأهالي على اختلاف الطبقات للسلام عليه والتحية جلس في ذلك السرادق المعدّ له فألقيت الخطب والقصائد وكان ذلك يومًا مشهودًا تزينت فيه البلاد واجتمع أهالي القصيم بأبهة عظيمة ثم نهض للمجلس العظيم الذي هيأه له الأهالي في الشماس فألقيت هناك خطب وقصائد وجلس على المائدة الفخمة هناك ثم إنَّه قام إلى مخيمه ولمَّا أن كان في وقت صلاة العصر دخل مدينة بريدة وجلس في دار القاضي الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد ومنها زار المكتبة الكبرى العلمية وبعض الأعيان ثم ظهر لاحتفال هيئة التعليم في ربعة وهطان وشاهد المباريات الرياضية في وقت كانت الأمة مزدحمة في ذلك الملعب ثم ذهب إلى عين آل راشد هناك ليرى تدفق المياه فصلَّى المغرب وشاهد تدفق المياه من عين وهطان ثم أَنَّه سار بموكبه إلى تناول طعام العشاء في قصر الأمير محمَّد بن بتال.
ولمَّا أن كان من الغد الموافق ليوم الخميس ذهب إلى المعهد العلمي وجلس فيه ريثما سمع الخطب والكلمات. ومما يجمل بنا ذكره أن الجزارين في بريدة أقاموا له احتفالًا في شارعهم وعطلوا أعمالهم ثلاثة أيَّام حتَّى لم يذبح للبيع شيء في ظرف يومين لاشتغالهم بهذا الاحتفال فسار من المعهد العلمي إلى حفل الجزارين وجلس في بيتهم لتناول الطيب والقهوة وقدموا له عشرين من النياق فقبلها شاكرًا ثم أنَّه ذهب