تجاوزتها بسبع كيلوات فأصبحت من جملة حاراتها ولما أن اشتراها الرجلان المواطنان إبراهيم بن محمَّد البليهي وصالح عبد الكريم بن طويان بثمن بخس وجدوا فيها آثارًا من الفخار وكان أول من احتفر منها بئرًا غادية محمَّد بن محمَّد السديري ابن أمير بريدة بعد محمَّد بن عبد الله أبا الخيل فقام بقية آل أبي عليان وهم آل أبو حشرم يدعون ملكيتها وانتهت المشكلة بتعويضهم عنها بسبعين ريالًا نقدها لهم محمَّد السديري فاشترياها منه بأربعمائة وخمسين ريالًا فكانت صبية إبراهيم منها الشرقية وإلى جانبها من جهة الجنوب كثيب من الرمال. كان جلالة الملك عبد العزيز ينزل فيه بخيمه إذا قدم إلى مدينة بريدة لنظافته وعلوه وحسن موقعه. وقد احتجز لمجيئه مدة ثم وزعته الإِمارة على جملة من المواطنين ولما أن من الله على المسلمين بتلك المياه المتدفقة بدون رافعات احتفر المذكوران آبارًا ارتوازية كغيرهم وتدفقت المياه هناك وغرسوا أنواع النخيل والأشجار والبساتين وكانت الأرض قابلة للحراثة والزراعة ولما أن حرثوها وجدوا فيها جملة من الآثار وأواني الفخار والبرم التي كانت آثار الطبخ فيها وقد حدثني إبراهيم البليهي أَنَّه وجد مهراسًا من الحجارة وأواني مكسرة من الفخار ووجد بكثرة أحجارًا تقوم عليها أرجل الأبواب مما يسميه العامة دوّاسات الأبواب وهناك أحجار للدق وأحجار خضر غريبة لسن الأقواس والسكاكين. وسيأتي بقية لذكر التغيرة بعد خمس سنين في ترجمة المذكور إن شاء الله تعالى. وقد نبعت عين جديدة في وادي الرمة بين بريدة وعنيزة وتدفق ماؤها هناك وجميع هذه العيون قد حفرت بواسطة الحفارات الإرتوازية الدريل التابعة لشركة مشروع الري الزراعي ببريدة.
وفيها عملت الحكومة السعودية فئة الأربعة قروش وهي عملة معدنية منقوش عليها اسم حضرة صاحب الجلالة الملك سعود.
وفيها في ٧ جمادى الأولى واليوم الذي بعده هطلت أمطار على شمالي