عالمًا بقسمة المواريث فقمت بتوفيق من الله تعالى ثم جعلت أوقاف آبائهم وأجدادهم على حلتها في الجهة الغربية وأقيم لها وكيل يصبرها لمدة خمسين سنة قطعًا قطعًا جعل على كل متر ريالًا وقسمت أملاكًا كثيرة بالمتر والسنتمتر وعرف كل وارث حقه فأقيم فيها بيوت ومساجد ومدارس ولا سيما موضع إحدى المدارس فإنّه اشترته الحكومة بمبلغ سبعة ملايين وأقيم فيها مسكن كبير جدًا لكلية الشريعة واللغة العربيَّة استأجرته الحكومة بمبلغ مليونين وستمائة ألف ريال. أمَّا عن الأوقاف التي كانت عليها بعد سبع سنين فيما مضى لا تزيد عن مائة ريال وخمسين ريالًا فإنَّها بعد القسمة والتأجير والتعمير أصبح ريعها أو غلتها ثلاثين ألف ريال تقتسمها الأسرة فيما بينهم بعد نوائب الموصين وأصبحت أراضي العكيرشة حارات كالفاضلية والفاخرية والرفيعة والرفيعة بالتصغير والقوارة وما إلى ذلك بحيث أقيمت فيها بعض القصور التي تضاهي في العظمة قصور مدينة جدة.
رجعنا إلى ذكر المياه والعيون العذبة التي نبعت في القصيم فقد نبعت عين أيضًا في واحة التغيرة شمالي بريدة وكان ظهورها من عمق ٥٠٠ قدم وكانت مساوية لعين وهطان في كثرة الماء وأنهما لتعدان من أعظم ما ظهر من العيون قبل ذلك كما ظهرت عيون أخرى منها واحدة في حارة السادة من بريدة والثانية في شمال بريدة. وهاتان العينان تمدان المدينة بالماء بالإضافة إلى العيون المتقدمة. وفي أوائل شهر ربيع الثَّاني نبعت عين في واحات السباخ فيحان القريب من مدينة بريدة، وهذه العين ظهرت لأول مرَّة في السباخ المعروف وكانت على نفقة الملك سعود ليتزود السكان من مائها المذهب الزلال. ونحن نشير هنا إشارة لطيفة عن التغيرة الموضع الواقع عن مدينة بريدة إلى جهة الشمال عن طريق الوادي فنقول عنها كانت صحراء قاحلة تبعد عن نفس المدينة بكيلوين ونصف كيلو وذلك في عام ألف وثلاثمائة وست وخمسين هجرية ولكنها ما زالت المدينة تزحف شمالًا حتَّى