يقول فيها أحسن إلى من أحسن إليك وأما الباغي سيكفيك الله شره، فلما ناوله الكتاب الذي كتبه بيده ومن القواعد أن الملك لا يكتب بيده إلا الجائزة، فعندما حمل الحاجب كتاب الملك ثم اعترض له ذلك النمام طمعًا لما في ظاهر ذلك الكتاب قائلًا أحسن إلي بهذه الجائزة ولعلك خير من أخذها، فناوله الكتاب، ولقد بلغ حتفه ذلك المسكين الذي أخذه إلى الجلاد وقتله وسلخ جلده وأعاده إلى الملك بتنفيذ الأوامر، ولما أن جلس الملك كعادته إذا بالحاجب يأتي معد سيفه ومروحته فيقف على رأسه ثم أتى بالجلد وألقى بين يديه، فعجب لذلك وقام وأخذ بيد الحاجب وخلى به وقال: أخبرني عن أمرك؟ فقال إن فلانًا "لهذا النمام الذي أحاط به جرمه" جرمًا طلب مني جائزة الملك التي خطها بيده، وشكى إلي الحاجة فأعطيته إياه، فعجب الملك وبكى لعلمه أن المقتول عاقبه الله بنميمته وبغيه ثم قال: يا بني دم على حسن النية فلم ينجك غير حسن نيتك، وارتفع شأن ذلك الحاجب عند الملك، وخذ من ذلك درسًا أيها المسلم وعامل الله بحسن النية.
وفيها وإقالة عبد الوهاب عبد الواسع وجعل مكانه في وزارة الحج والأوقاف عبد الله بن عبد المحسن بن تركي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود سابقًا في تعديلات أخرى.
وفيها قسمت مدن مناطق المملكة إلى فرقة (أ) وفرقة (ب) مثال ذلك أن جدة والطائف في الحجاز من فرقة (أ) وفرقة عنيزة والرس والمذنب في القصيم من فرقة (أ)، وهكذا بعض العواصم تقسم إلى قسمين.
وفيها في ليلة ٢٠ ذي القعدة يقام احتفال في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود في القصيم لثاني مرة في شأن الدعوة من أئمة المساجد حضره أمير المنطقة ووكيل الوزارة عبد الله بن محمد الطيار لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد، وحضر لذلك الأعيان من المشايخ متفائلين بهذه الوزارة باسمها الوزارة الإسلامية للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والحج والمساجد، وقد حضر لذلك الخطباء في القصيم ورجوا خيرًا بأن هذا العمل يبشر بخير، وقد حضر لذلك أعيان أهالي القصيم.