وفيها في ١٢/ ٥ أطلقت إسرائيل سراح ستمائة أسير فلسطيني، ثم جعلوا يطلقون بالعشرات من الأسرى وذلك مقابل الصلح الذي عقد بين اليهود ورئيس فلسطين ياسر عرفات بحيث جعلت إسرائيل تعطي الفلسطينيين رقعة صغير وهي قطاع غزة وأريحا، ولا يعد ذلك نصرًا للعرب، بحيث خسرت العرب القدس والمسجد الأقصى وقد قنع الفلسطينيون فرحًا بهذا الصلح الصغير لما قاسوا من المذابح وإيداعهم في غيابات السجون، وقام أهالي فلسطين ينظمون ما حصلوا عليه، وينظمون جيشًا من قبلهم لأمنهم وأمن ذرايتهم، وهذا الصلح وإن كان ساري المفعول فإن المناوشات بين الأفراد في فلسطين لم تهدأ لأنه قد يكون فرق فلسطينية لم ترضَ بهذا الصلح.
وفيها في ١٣/ ٥ اندلعت ثورة في ليبيا ضد معمر القذافي، فقام على حسب مقدرته لإخمادها، واستخدم جميع ما لديه من القوة على الثوار، وقد ذكر القذافي في إذاعته أنه ألقى القبض على الثائرين وإنه ربطهم بسلاسل الحديد في أعناقهم وصلبهم على الحيطان التي حرقت لربطهم بالسلاسل، كذا قال، وقد ذكرنا عن الصلح الذي عقد بين اليهود وحزب فلسطين بأن يكون أهالي فلسطين في أريحا وغزة، ولكنهم وإن كانوا صغيرًا ولكن اليهود بظلمهم وعدوانهم جعلوا يتطرفون بأوهامهم وأن لا يأمنوا من العرب وجعلوا يطلبون الخلاص من هذا الصلح لما أقدموا عليه من القتل والسلب وأذية المسلمين ومن تأمل حالة اليهود في الشام مع المسلمين، وحالة النصارى في الصرب من أذيتهم لمسلمي البوسنة والهرسك، وسفك دماء المسلمين والتمثيل بهم، علم أن بعض النفوس الشديدة أخس من شريعة الغاب والظفر والناب من الحيوانات المفترسة بحيث كانت الأسود والنمور والذئاب لا تفترس الإنسان إلا إذا جاعت، وهؤلاء لا يشبعوا من افتراس المسلمين في أي حالة كانت وشاهد الحال يحكي فعالهم، ويعبر عن سوء مقاصدهم نحو المسلمين، فلقد شقت بطون الحوامل وقطعت ثدي النساء، وذبح الرجال ورسم بالدم على صدورهم، ولم يرحموا طفلًا ولا أشجار وأحرقوا قرى المسلمين بل دكوهم دكا، فعياذًا بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.