ولما عرف الجيران ماذا يسعى إليه وما يقصده ذكَّروه حسناتهم ومساعداتهم له غير أنه كان عازمًا على ما يضمره من السوء والخيانة كما سيأتي.
ولما أجمع أمره بعد مضي عشر من السنين نفذ ما أضمره من الشر فضرب الكويت من دون سابق إنذار ولا عداء بينه وبينها ولما أن هتكها وهو يريد القبض على أسرة آل الصباح غير أن الله سلمهم من شره وفروا إلى السعودية كما فر أهالي الكويت مع الصحاري والتجأوا بالسعودية وقتل من قتل منهم وهتك نسائهم وأعراضهم وهدم قصورهم وأعاد ذكر الصليبيين الذين هتكوا الإسلام وأهله بالأندلس كما سيأتي وأطلق صواريخ أرض أرض على السعودية وهي من طراز سكود وقوية التدمير بعيدة المدى بحيث تساقط بعضها في مدينة الرياض لما أطلقت من قواعدها في العراف كما سنبينه فيما بعد وجعل يتظاهر بأنه لا يريد الكويت فحسب بل يريد احتلال السعودية وتدميرها غير أن الله تعالى جعل كيده في نحره ورجع بخفي حنين يجر أذيال الهزيمة واستطاعت أمريكا أن تخرجه وقومه من الكويت ويرجع أهالي الكويت إلى وطنهم بعد التشريد والتعذيب وبعدما وضعت الحرب أوزارها بينه وبين إيران.
ظهر أنه لم يحصل إلا على الخزي والعار وخسر حروبه كلها وأصبح ضحكة لكل ساخر بعدما كان يقول أريد أن أجعل الكويت ميناء للعراق، وكان قد أفسد أرض الكويت بالألغام الناسفة والمكائد المدمرة غير أن الله قضى عليها كلها.
هذا بعدما فجر آبار البترول في الكويت وأراد أن يقضي على الرطب واليابس، وصدق الله حيث يقول: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ