يرجعوا إلى العقير ويسترجعوا القصر هناك، وقد ظفر فريق منهم بمركب لآل بسام كان يحمل تمرًا فركبوا فيه وعادوا إلى العقير وهجموا ليلًا على القصر فردتهم الحامية خائبين، ثم هجموا على مركزين آخرين كان في أحدهما ثلاثون رجلًا فهزمهم الأتراك واحتلوا مراكزهم.
فلما بلغ الخبر عبد العزيز وهو في الهفوف ثار مسارعًا إلى العقير فوصلها في الساعة الثانية ليلًا، وكان قد سيّر كوكبةً من الخيل فوجدت عند وصولها أن السرية التي كانت في القصر قد هجمت على الترك في المركز الذي احتلوه فهزمتهم السرية وأسرت منهم ثلاثين فعند ذلك خلي عبد العزيز سبيلهم وأركبهم البحر وصرفهم لأنه غير مكترث لهم، ثم كتب إلى الشيخ عيسى آل خليفة أمير البحرين وإلى الوكيل السياسي لبريطانيا العظمى يحتج على ما بدا منهم، فقال في كتابه:(أيليق بكم تحريض العدو علينا ونحن أصدقاؤكم، فإذا كنتم لا تتلافون مثل هذه الأعمال وتمنعونها فالتبعة فيما قد يعقبها هي عليكم).
فجاءه الجواب من دون بطئ، وفيه أن العساكر ركبوا السفن من البحرين قاصدين البصرة وقد رجعوا إلى العقير دون علم من الحكومة أو الوكلاء، أما الحقيقة فهي أن آل خليفة والوكيل الإنكليزي خشوا أن يتقدم ابن سعود إلى داخل الخليج في فتوحاته، فأقدموا على عمل كان التسرع فيه أظهر من العداء.
ولما تولى جلالة الملك عبد العزيز على الإحساء كان أهلها وقد سئموا من حكم الأتراك لعدم الأمن وكثرة الاضطراب الذي آل بهم أن ظل الرجل لا ينام على فراشه إلا وهو متوسد بندقيته المحشوة اتقاء من الطوارئ.
ثم توجه عبد العزيز إلى القطيف ينظم شؤونه، فأمر فيه عبد الرحمن بن سويلم وهو الذي اختاره لصحبة سامي وجنوده المتقدمين وجعل على الإحساء أميرًا فيها عبد الله بن جلوي أمير بريدة، وهذان الرجلان من كبار رجاله للبسلاء، فصارا في تلك الناحيتين وأصبحت تلك الجهات آمنة مطمئنة تحت رعاية صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل وفي ظل الله ثم ظله، وكانت مدة ملك الأتراك