للإحساء والقطيف وأطرافهما المرة الأخيرة أربعًا وأربعين سنة, لأن ولايتهم عليها كانت ١٢٨٨ هـ.
وقد قال الشيخ سليمان بن سحمان قصيدة في ذلك تهنئةً للإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن لما فتح الله على يديه الإحساء والقطيف:
بهجرٍ أضاء الفجر واستعلن الرشد ... وناء على آطامها الطالع السعد
وقد كان أهلوها بأسوء حالةٍ ... وقد فتحت للكفر أعينه الرمد
وكانت قضاة السوء تصرخ جهرةً ... بتمجيد عباد القبور وهم ضد
وتمجيد ضباط لهم وعساكر ... فبعًا لهم بعدًا وسحقًا لمن ودوا
وقد صارحونا بالعداوة والأذى ... فهم للهدى ضد وللأشقياء جند
وقد أظهر الأرفاض فيها شعارهم ... ومدوا يدًا نحو العلى وبها امتد
وفيها الخنا والخمر والزمر ظاهرٌ ... وما ليس محصورًا وليس له عد
وقد كان فيها للضلالة والردى ... مقرٌ وفيها للهوى صادحٌ يشدو
وقد كان فيها للملاهي ملاعبٌ ... وحاد على أعقاب أربابها يحدو
وأحكام أهل الكفر تجري بسوحها ... وقانونهم يعلو بها ظاهرًا يبدو
فناءٌ بها يعد السعود فأسفرت ... بآل سعود هجر وافتخرت نجد
وأقلع عن هجر دياجير ما سجى ... من الكفر والأرفاض حل بها النكد
وأصبح من فيها محبٌ وناصحٌ ... ينادي ألا أهلًا بكم أيها الجند
فقد طالما كنا بأيدي عداتنا ... أذلاء والأعداء يسمو لهم جد
وهم قد أخافونا بها وتغلبوا ... يسوموننا خسفًا ويعلوا بها الضد
فقوضَّ عنا الغي والبغي والأسى ... وأهل الردى والفحش فاستعلن الرشد
وزال قتام الكفر عنا وأشرقت ... شموس الهدى والحق في الخلق ممتد
وأضحت بهجرٍ شرعة الحق تجتلي ... وقانون أهل الكفر حل به النكد
وقد أشرقت فيها شموسٌ ذوي الهدى ... وحالت بحمد الله أحوالها الكمد
فيا من بها من عصبة الدين والهدى ... ليهنكم الإقبال والعز والمجد