فشكرًا بني الإِسلام قد رجعت لكم ... بناكرةٌ من بعد أن يئس اللد
وقد ظن قومٌ أنها دولةٌ مضت ... وليس لما قد فات عودٌ ولا رد
فقد عاد ما قد فات غضًا كما بدا ... فلله مولانا على ذلك الحمد
وذلك من فضل الإله ومده ... فمن جوده الحسنى ومن فضله المد
وقد كان ما أجراه فضلًا ونعمة ... ولله من قبل الأمور ومن بعد
بمهد هزبر المعي مهذبٌ ... يقول أسودًا في الحروب بها جرد
وغيضٌ على أعداء دين محمَّد ... وأحزابهم ممن عن الدين قد ندوا
أتاهم بها إذ غاب نجم مشعشع ... وقائده الإقبال والعز والسعد
لسبعٍ من الساعات في غسق الدجا ... وقد هجع الأحراس والترك والجند
فما راعهم إلا وآساد جنده ... قد اقتحموا فيها وما مسهم نكد
وصاحوا بها من كل قطرٍ وجانبٍ ... شعارهم التهليل والذكر والحمد
وقد ملكوا أبوابها وبروجها ... ومن كل نهجٍ نحو أعدائها تعد
يقودهموا ليثٌ همامٌ سميدعٌ ... أبي وفيٌّ فاتك إن عثى الضد
يخوض عباب الموت والموت ناقعٌ ... إذا اشتعرت نارٌ لها في الوغى وقد
ويركب قوله الخطب والخطب معضلٌ ... وقد هابه الأبطال رعبًا وبد ندوا
هو الملك السامي إلى منتهى العلى ... وقد أمه في نيلها الطالع السعد
إمام الهدى عبد العزيز الذي به ... تضعضعت الأملاك واستعلن الرشد
لقد فاق أبناء الزمان وفاقهم ... بعفوٍ وإقدامٍ وساعده الجد
فيا أيها الغادي على ظهر جلعدٍ ... عرندسةٍ ما مسها دهرها جهد
تجوب فيافي البيد وخدا ومسئدا ... وما نقبت أخفاقها عندما تخد
تحمل هداك الله مني تحيةً ... هدية مشتاقٍ أمضى به الوجد
وأورى به من لاعج الشوق جذوةً ... ولكنه قد عاقه النأي والبعد
وخامره من نشاءة البشر نشوةٌ ... وفي قلبه سكر من البشر ممتد
إلى الملك الشهم الهمام أخي الندى ... مذيق العدى كأس الردى عندما يعد