ومن أصله الجد الموئل والعلى ... ومن جوده الجدوى لمن مسه الجهد
فأبلغه تسليمًا كأن أريحه ... شذى المسك لما ضاع نشره الند
ونادى بأعلى الصوت عند لقائه ... بمجلسه الأسنى الذي حفه السعد
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها ... بلوغ المنى لا تسامى بك المجد
ونال بك الإِسلام فخرًا ورفعةً ... وعزت بك الإحساء واستعلن الرشد
وذلت بك الأعداء من كل فاجرٍ ... وكل كفورٌ دينه الكفر والجحد
ثم أطال الشيخ سليمان بمديح جلالة الملك والثناء عليه وبذل النصيحة له، وقد اقتصرنا منها على بعضها خشية الإطالة.
وقال الشيخ الأديب حسين بن علي بن نفيسة مهنئًا صاحب الجلالة عبد العزيز في هذا الفتح للإحساء والقطيف:
لك الحمد ما هلَّ السحاب المراك ... فأنت الذي تؤي وتولى وتكرم
فما أحد إن جدت بالفضل مانع ... ولا معطي إلا أنت بالخلق أرحم
لك الشكر لا نحصيه والمجد كله ... لك المن والإحسان ما ذاك يكتم
لك الجود يا معبود يا غاية المنى ... لك البر يا بر رحيم مسلم
أيا صاحٍ حق الوعد من ربنا لنا ... وقد بلغ المأمول من هو أحزم
إمام التقى ليث اللقاء الذي ارتقى ... ذرى المجد حتى احتازها وهي سنم
فناد جميع المفئدين بمدحه ... وقل جددوا أشعاركم وترنموا
فهاك نسيبي وهو أرجى بضاعةً ... ولكنها بالحمد والشكر تعلم
أتعرف إطلالًا بحزوى دوارسًا ... تغير منها كلما كنت تعلم
وأضحت من السمار قفرًا بلاقعًا ... وأقوت فما ينبيك عنها مكلم
فلم يبقَ إلا موقد النار حوله ... رواكد أمثال الحمائم جثم
عهدت بها الحي الجميع فبددت ... صروف النوى سكانها فتقسموا
وقفنا نسح الدمع فيها عشيةً ... ونسأل عن أضعانهم أين يمموا
ليالي أقتاد الهوى ويقودني ... ووصل العذاري بيننا ليس يفصم