وقد ساعدت بالوصل سعدي وأومأت ... سليمًا بأطراف البنان تسلم
وخولةٌ خالت بارق الشوق فأرعوت ... واسمًا سمت بالود فالود يعلم
دقاق المثاني والخواطر والحشى ... تعلقهن القلب فالصب مغرم
حسان الوجوه والثغور لئالي ... يعز على لماحهن التوسم
عقائل من أبناء بكر ابن وائل ... كرامٌ فما أنسابهن تذمم
فمن لي بتلك الغانيات وما جرى ... من الأنس والعيش الذي ليس يسأم
أحب شبيهات المها غير أنني ... بذكرك يا بدر الزمان متيم
فبشراك يا عبد العزيز بهذه ... هي المنة العظمى عسى لك تسلم
منيحة أقوامٍ كثيرٌ فطمتهم ... عليها بكى تركٌ وبدوٌ وأروم
هنيئًا لك الملك الذي قد أتاكه ... إله السما والأرض من هو أعلم
بما كان تخفيه الصدور من الأذى ... فإن أبرموا أمرًا فربك يبرم
ولا غرو إن ملكتم الخط والحساء ... تلائدكم كانت نزائع منكمو
فعادت كما كانت فللشكر جددوا ... فأولاكم مولاكم إذ صبرتم
حلفت يمينًا غير ذي مثنوية ... وما كنت قبل اليوم بالحنث أتهم
لما مهدت في المهد مثلك حرةً ... وما تبع الجيش الخميس العرمرم
بأسطى ولا أمضى على الهول واللقا ... وإن نقدوا رأيًا فرأيك أعزم
إذا كان مالا يستطاع دفاعه ... وحاولته نقضت ما منه مبرم
إذا هدأت عنك العيون فجأتها ... فأرويت زند الحرب والناس نوم
فأنت لعمري فارس الخيل في الوغى ... وأنت شهاب الليل والليل مظلم
تجشمت أهوال الظلام على العدى ... فطارت طيور العز والسعد عنهم
وأصحابك الفتاك أسد الشرى الذي ... لحوض المنايا واردين وحوم
تسورتم الأسوار لله دركم ... فيا حبذا من كان منكم وفيكم
فإِما شهيدٌ قد تلقته رحمةً ... وإِما سعيدٌ فائزٌ ومغنم
فلا تنسَ أهل الجذع واعرف مقامهم ... وأنت بحال الجند أدرى وأعلم