فهذا هو الفتح الذي رفعت به ... منازل أقوامٍ وقومٌ تندموا
وهذا هو الفتح الذي فتحت به ... بصائر أهل الدين إذ خصمهم عموا
وهذا هو الفتح الذي لم يكن جرى ... سلمتم وكوفيتم معًا وغنمتم
قهرتم بغات الترك وسط حصونها ... فما سلموا حتى جرى منهم الدم
وهذا هو الفتح الذي عاد مثله ... به انخفض الطغيان والحق يبسم
به ذهب القانون والحاكمون به ... وولت فعال الشرك والكفر معهم
فأصبح مناج الشريعة واضحًا ... وأضحى الخنى والفسق بالحق يحسم
فيا دولة الأتراك لا عاد عزمكم ... علينا وفي أوطاننا لا رجعتم
ملكتم فخالفتم طريق نبينا ... وللمنكرات والخمور استبحتم
جعلتم شعار المشركين شعاركم ... فكنتم إلى الإشراك أسرع منهم
تزودتموا دين النصارى علاوةً ... فرجسًا على رجسٍ عظيمٍ حملتم
فبعدًا لكم سحقًا لكم خيبةً لكم ... ومن كان يهواكم ويصبو إليكم
فذاك من الركان في وحي ربنا ... أَلا إِنه ممن تمس جنهم
فيا أهل هجر هاجروا في دياركم ... فهذا هو الحظ الذي لا يقوم
أتاكم بها نجل الكرام نقيةً ... حقيقة دين المصطفى فلها ألزموا
صراطٌ سوى عنه لا تتفرقوا ... إلى سبل إِن تتبعوها ضللتم
فأمسيتم للكفر فيكم دعائمٌ ... وأصبحتموا الإِسلام ثوب عليكم
لكم ما يكن للمسلمين من العطا ... وإن عليكم ما يكون عليهم
ولكن بشرط السمع منكم لأمره ... وطاعة مأمورٍ يولى عليكم
وداووا جرحات القلوب بتوبةٍ ... تجب الذي أسلفتموا واقترفتم
فإن كنتم استجمعتموا يوم زينةٍ ... ورقصٌ وتصفيقٌ له قد حضرتم
فحيا لقال الله قال رسوله ... وللصلوات بادروا وتقدموا
فقد جائكم من زِيدَ في العلم بسطةً ... وفي الجسم مشهورٌ هو أفضل منكم
يحيامي على التوحيد إذ كان دينه ... سيتلى عليكم فافهموا وتعلموا