ويثبت في التنزيل ما كان مثبتًا ... وبالسنة الغراء يحل ويحرم
هما أثبتا أن المهيمن بائن ... من الخلق فوق العرش والله يحكم
بإعزاز أقوامٍ وإذلالٍ ضدهم ... فهذاك مسلوبٌ وهذا مقدم
وهذاك محرومٌ من البسط والعطا ... وهذاك مكسورٌ وهذا مقوم
يدبر تدبيراته في سمائه ... فهذاك مرحومٌ وهذاك ينقم
فلا ملك إلا وهو لله وحده ... فإن شاء بنا عزًا وإن شاء يهدم
قضى أن يولي خيرنا وابن خيرنا ... عليكم فهذي نعمةٌ قد كسبتم
حفيدٌ فريد العصر هذاك فيصلٌ ... عليه سلام الله وقفًا محتم
لقد جد في إظهار دين نبينا ... وآوى الذين للحنيفي ينتموا
إِمام التقى والجود أما نهاره ... فبذل وأما الليل لله محرم
وهل يزكونَّ الفرع إلا إذا زكت ... مغارسه والفضل بالفضل يعلم
هم شرفت أجدادهم وجدودهم ... هم عرفوا المعروف والشرع قدموا
ودونك شطرًا قاله خير شاعرٍ ... وأحسن فيما قاله المتقدم
حنيفيةً في دينها حنيفيةٌ ... فأَحسابهم أعلى وأذكى وأكرم
حييون بذَّالون في الآمن أبحرٌ ... وأمواجها بالجود تطمى وتلطم
فصيحون إن قالوا يهابوا إن أضربوا ... بأنديتهم تلفي بدورًا وأنجم
شديدون قتالون في الهول جربوا ... ليوثً على الأعداء تعدوا فتلحم
إذا لقحت حرٌ عوانُ مضرةٌ ... ترى خصمهم حين اللقى يتحطم
فسادوا وقالوا بل وفادوا وفودوا ... مغانم في الأقوام تحذى وتقسم
وإن أجحفت بالناس عبر سنينهم ... ولا مالٌ إلا عند من كان يحدم
هنالك هم غيث المساكين بالندى ... ومطعمهم دأبًا مدى الدهر يطعم
هم الناس ينقاد الورى لأمرهم ... وإن ذكروا أهل العلى ذكروا هم
فمن رام خذلانًا لهم أن تنقصًا ... فسوف يولي الظهر والجمع يهزم
وبالأئمي في حبهم ومديحهم ... تزحزح قصيًا أن قولك مأثم