كانت لا تأتي بالغاية المطلوبة منها تمامًا وهي إصابة الأهداف المقررة، إلا أنها لا تقل عن الغارات النهارية خسائر في الأرواح والممتلكات، وأحلت ببريطانيا خسائر من القتلى تقدر بعشرات الألوف من المنازل ودمرت ما مرت عليه، وتركت مئات الألوف جرحى، وكانت معارك البحر في تدمير بريطانيا كمعارك الجو هولًا وتدميرًا، وبالرغم من هذه الخسائر العظيمة التي أصيبت بها الدولة البريطانية فإنها جمعت أعصابها وكانت تعمل ليلًا ونهارًا لإصلاح ما أفسده العدو في مطاراتهم ومراكزهم العسكرية مع مضايقة هجمات العدو هذه، وجعلت تؤكد أنها لم تضعف وأن هجمات العدو قد دربتها على المقاومة والثبات أبدًا، وتابع الألمان هجومهم حتى انقطعت المواصلات بين بريطانيا والقارة الأوربية بسبب استيلاء الألمان على فرنسا وسيطرتهم على أكثر أوربا.
وبما أن الأسطول الفرنسي قد شارك الأسطول البريطاني في حماية البحار أول الحرب فإن الأسطول الفرنسي انسحب من المعركة بعد سقوط فرنسا وأصبح الأسطول البريطاني يكابد وحده تلك المهمات الصعبة الشديدة، وتمكنت قوات هتلر من إصابة عدد كبير من سفن الحلفاء، كما أصابت بعض السفن الحربية الكبيرة كحاملة الطائرات كوارجس والمدرعة رويال أوك وأغرقتها الغواصات الألمانية، أضف إلى ذلك أن إيطاليا قد انضمت إلى ألمانيا ودخلت في الحرب وكان لديها أسطول لا يستهان به، فأصبح الإنكليز مستهدفة للقصف الجوي وللحصار البحري الذي فرضه الألمان حول جزرها، ولقد حاولت بلغاريا الوقوف على الحياد في هذه الحرب، ولكن الضغط الألماني كان شديدًا عليها فاضطرت آخر الأمر إلى الاستسلام، وعقدت معاهدة صداقة مع المحور بحضور هتلر نفسه، وبعد إمضاء معاهدة الاتفاق والتعاون التي صدرت بين المحور وبلغاريا سارت الدبابات الألمانية في شوارع صوفيا تأييدًا وتأكيدًا للإعلان أن الجيش الألماني قد أصبح في داخل بلغاريا.
ولما كان في ٢٧ من شهر أيلول ١٩٤٠ م عقدت اليابان مع دولتي المحور وإيطاليا ميثاق صداقة ومساعدة لمدة عشرة أعوام، وقد نص هذا الاتفاق على أن