وطردها من العراق، وإذا سمحت الظروف من الجزيرة العربية لذلك قرر الحاج أمين الحسيني وهو ببغداد الاتصال بروسيا لكي تسمح للضباط الثائرين أن يحصلوا على السلاح الألماني المرسل منها عبر روسيا، فالقفقاس فإيران فالعراق بطريق راوندوز العراقية، وقرر الزعيم رشيد عالي الواقع تحت سيطرة المفتي وتأثيره المباشر، وقد ارتكب الكيلاني حسب إرشاد المفتي الحاج أمين وتوجهه خطأ كلفه وكلف العراق ثمنًا غاليًا وطلب من أخيه كامل الكيلاني بصفته سفير العراق في أنقرة أن يقابل السفير الروسي ويخبره بأن الحكومة العراقية التي هو رئيسها يومئذٍ قررت إعادة العلاقات الدبلوماسية بين العراق وروسيا وتبادل السفراء بين البلدين، فوافقت بدون تردد في الوقت التي تعمل فيه سرأ للتحالف مع بريطانيا وحلفائها، وبعدما وافق ستالين ما طلب بالسماح بمرور السلاح الألماني إلى العراق عبر روسيا.
أما ملك العراق فيصل الثاني بن غازي الذي كان له من العمر إذ ذاك خمس سنين فقد قرر فر لذلك الانقلاب، وفر الوصي عبد الإله بن علي بن الحسين خال الملك وولي عهده، وفر بعض السياسيين إلى خارج البلاد واحتمى بعضهم بالمعسكرات البريطانية، ثم إنه كون رشيد عالي الكيلاني حكومة وطنية تحت نفوذ الضباط وأعلن خلع الوصي، واختير مكانه وصي آخر من الأشراف، وحاول رشيد عالي الاحتفاظ بصداقة بريطانيا لكنها رفضت الاعتراف بحكومته فتأزمت الأمور بينهما، ووجهت الحكومة العراقية قوات من الجيش للاستيلاء على مطار الحبانية أكبر قاعدة جوية بريطانية في العراق، فقامت القوات الإنكليزية وتأهبت للقتال ووصلتها إمدادات من الهند ومن شرق الأردن، وبعدما كانت حكومة رشيد تنتظر إمدادًا من ألمانيا تأخر وصول الإمدادات فاصطدمت بها القوات البريطانية في الفلوجة فهزمت الكيلاني وجنوده واحتلت بغداد فسقطت حكومة رشيد عالي، وفرَّ الحاج أمين الحسيني وفرَّ على أثره رشيد الكيلاني هاربًا إلى ألمانيا، وبعد القضاء على الثورة عاد الوصي عبد الإله وفيصل إلى العرش وحكم بإعدام كثير من