الدهر. ولقد اشتهر الأمير الراحل بحبه الشديد للإصلاح ورفع مستوى المنطقة بإرشادات توحيها إليه مؤهلاته وتجاربه كما كان رحمه الله مثلًا يحتذى في إقامة العدل وإحقاق الحق والوقوف في وجه الباطل ونصرة المظلوم فحيا الله رجال العمل والإخلاص نسأل الله تعالى أن يجبر الأمة بفقد رجالها المخلصين الذين يدأبون في سير الأعمال وتقدم الشعوب وبكل حال فإنا خسرنا رجلًا عظيمًا جاهد المعاصي والشرك والضلال وأطر السفهاء على الحق أطرًا وأخاف المعتدين وقمع المفسدين وأخباره في الحزم والمقدرة وكف الفساد كثيرة جدًّا لا تتسع لها هذه الأوراق فنسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته وأن يتجاوز عن زلته وأن المجتهد إذا أصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر واحد وما يرتدع الذين فطروا على النهب والسلب والعبث بالأمن وإخافة المواطنين إلَّا بأن يقبض عليهم بأيد من حديد ويوطئوا بأرجل شثنة المناسم ويؤخذوا بالعذاب وما أحسن ما قاله أبو الطَّيِّب المتنبي في الشجاعة والمقدرة والرجولة:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصَّغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه ... وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند النَّاس ما عند نفسه ... وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمر سلاحه ... تسود الملأ أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب ... وقد خلقت أسيافه والقوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ... وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغمر قبل نزوله ... فلما دنا منها سقتها الجماجم