من فوره بخمسة دركتورات وساق خلقها اثني عشر رشاشًا وأن تهد وتساوى بالأرض وأعطى قواد الرشاشات النارية تعليمات بأن إذا حصل معارضة ولم تخضع العمال والمتأمرون فيها بأن تطلق فوهات الرشاشات وقذائفها عليهم فما كان إلَّا لحظة حتَّى أزالوها عن الوجود وركب أربابها إلى صاحب الجلالة يشتكون فغرزت سيارتهم وطردوا من الرياض خائبين.
ولما أن كان ذات يوم جاءت إليه أعرابية تشكو أن رجلًا قهرها وغلبها على نفسها وفعل بها الفاحشة وقالت يا سعود بن جلوي كأني بك تقول ائتني بشهود فهذه علامة فارقة بأن عضضت على ثديه يا ولد عبد الله فقال كان عندي من المعلوم أنَّه لم يفعل ذلك إلَّا لما عزم على مغادرة الظهران وسيمر بمركز التفتيش فاذهبوا بها وأجلسوها بعد العصر في المركز واعرضوا عليها كل مسافر ففعلوا وبينما هم في طلبه إذ قالت هذا وأشارت إليه وأخبرتهم بالعلامة الفارقة فجيئ به مصفدًا مغلولًا فلما مثل بين يدي الأمير كان بعد سؤال وجواب أن أقر بفعله الشنيع وكان سموه قد طلب من الملك عبد العزيز لما أن كلفه بهذه المهمة أن لا يتعرض أحد لأحكامه فأمر سموه بجذع نخلة أن يقام بين أربعة شوارع فصلب فيه وجعل في كل يد ورجل مسمار غليظ يثبت بها في الجذع وجعل مسمارًا خامسًا في حلقه ولبث ثلاثة أيَّام في هذا الوضع فكان الأعراب إذا مروا به يقولون لا أعادك الله من شهوة وفي رواية أنَّه أمر بقطع ذكره وأن يجعل في فمه هذا ولا ننسى معاملة سيد الكون محمَّد بن عبد الله - صَلَّى الله عليه وسلم - للعرنيين الذين استوبؤا المدينة فأمر لهم بإبل من إبل الصدقة أن يشربوا من أبوالها وألبانها خارج المدينة فلما صحُّوا قتلوا راعي النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - واستاقوا النعم التي أمر لهم بها فجاء الخبر في أول النهار فبعث - صلى الله عليه وسلم - رجالًا في أثرهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وتركوا في الحرة يستسقون فلا يسقون.
وإنَّها لذكرى خالدة للأمير سعود بن عبد الله بن جلوي في الثبات وقوة الإرادة والصرامة وقد خلدت له صحيفة في الحزم والشجاعة لا تنسى إلى آخر