فلما جاءوا بها أحضره بعد صلاة العشاء الآخرة أمام النَّاس ثم قام يتهدده ويتوعده بما جرى منه من هذه اللآمة والدناءة وكيف توصلت به نفسه إلى هذا التسفل ثم أنَّه عاقبه بين المسلمين عقابًا شديدًا وطرده عن العمل.
ولما كان في بعض الأيَّام قدم ملك من الملوك إلى تلك المنطقة فأقيم له احتفال عظيم رائع غير أن بعض الشباب المندفعين من خلف المستقبلين جعلوا يتكلمون بألفاظ نابية وكلمات ساخرة في حق ذلك الملك بما يجرح العواطف ويسيء الوضع وكان الأمير غائبًا عن المنطقة فقدر أنَّه حضر في اللحظات التي كان أولئك الأشقياء يستهترون كعادة من فقد إنسانيته وقل حياؤه فطلب من الملك سعود بن عبد العزيز أن يسمح له بتأدبيهم فأمر بأن يلقي القبض عليهم وكان عددهم يتجاوز التسعين وعاقبهم بعقوبة تستحيل عندها العادة بحيث كانوا نكالًا للأمة وجيء بهم أفرادًا من غيابات السجون فكان في حر الظهيرة ينقل اثنان بقي كل واحد منهم ويسحب على ملتهب الإسفلت على فيه حتَّى سقطت أسنانهم وتآكلت أفواههم جزاء لهم على صنيعهم ذلك وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وهكذا يرتدع من فقد إنسانيته وسولت له نفسه السوء. كل هذا وأمثاله يعامل به المعتدين.
ولما كان ذات مرَّة جاء إليه أقوام من الرافضة يطلبون بقعة ليتخدوها مسجدًا فنزل الأمر من قبله على رئيس البلديات بمنحهم خمسة عشر مترًا بطول ثلاثين فقاموا وضموا إليها أضعافها وأخذوا بعمارتها بصفة تقدمية بحيث واصلوا الليل مع النهار بما أحدث بهم سوء الظن وكانت أنوار اللوكس تضيء طوال الليل في تلك البناية فرأى رجل من الصَّالحين الأمير عبد الله بن جلوي في القيام متأسفًا على هذه البناية وحمله رسالة إلى ابنه سعود قائلًا قل له أن هؤلاء يبنون كنيسة لا مسجدًا فليدمرها إن استطاع رأى ذلك الرجل هذه الرؤيا بالليل وبعد صلاة الفجر وفي القيلولة فعلم أنَّه لا بد من تبليغ هذه الرسالة وطلب الاتصال بصاحب السمو الأمير سعود، فلما أن بلغه ذلك النبأ بعث بالحال للكشف عليها فلما وجدها بهذا الوصف وقد تجاوزوا ما منحوا فتح البرق على الملك وأخبره بالواقع ثم أنَّه في عدي