تحقق جناية الجاني فإنَّه لا يرحمه فبذلك كان ذكره يفزع من يسمعه ولا يزال نصب أعين أهل تلك المقاطعة.
رفع إليه في قد ذر به قهرًا ثلاثة من الأشقياء إلى الفلاة وفعلوا به الفاحشة فدعي بأهل القافة من مرَّة وأعطاهم مهلة ساعات معلومة ليأتوا بهم فما كان إلَّا أن لجأ أولئك إلى معرض من معارض السيارات وكان أولئك الأشقياء لما دخلوه بسيارتهم خلعوا كفراتها ولفوا عليها ورقًا وجعلوها في موضع غير معلوم وركبوا في السيارة كفرات أخرى وأخذ أهل القافة يفتشون بحيث لم تخرج السيارة بكفراتها الأولى حتَّى وقعوا على تلك الملفوفة وأحضروا صاحب العرض وأحرجوا موقفه بأن يخبرهم بأهل تلك السيارة فأقر بأنهم جاءوا بالسيارة في الساعة السابعة ليلًا عربيًّا وخلعوا وركبوا من غير ذلك النوع فاتبعوا أثارهم حتَّى قبضوا عليهم فأتي بهم إلى الأمير سعود بن جلوي وبعد ثبوت إجرامهم أمر بهم من الغد فكان يحمل الرجل اثنان من العبيد أحدهما من عند رأسه والآخر من رجليه فيرفعانه جوًا ثم يهوى إلى الأرض، مرات حتَّى تفككت أوصالهم وتمزقت أجسادهم وكان العبد (خسارة) هو الجلاد بمساعدة بعض العبيد وما زال يبطش ويقطع ويقتل ويسجن ويعذب حتَّى استطاع من شدة بطشه أن يكون كل فرد في القاطعة الشرقية لا يهمه إلَّا عمله ولا يلتفت ولا يقوم ولا يجلس إلَّا فيما يعنيه.
وجاء إليه متظلم بأنه اشتكى إلى رئيس دائرة هناك يريد منه إخراج حقه من صاحبه وأن ذلك المسؤول طلب منه رشوة قدرها كذا وكذا فغضب الأمير سعود وأمر بطرده فقال يا سعود بن جلوي إن وجهك لنور وبهاء فليس بوجه غضب والله لو كنت مؤسرًا بدفع ما طلب لما أخبرتك ولأصلحت شأني بدفع ذلك استجلابًا لمالي ثم بكى أمامه فقال له تعالى إلي وخلع الأمير ساعته الثمينة وقال له اذهب إليه وقل له إنِّي لا أملك سواها وهي لك هدية وأخبرني هل يأخذها؟ فذهب ورجع يقول أخذها فلما كان بعد صلاة المغرب بعث بأناس إلى بيت الرجل المشكو يفتشون فوجدوا الساعة في يد إحدى بناته وأخبروا الأمير فقال ائتوني بها