في القوة والمقدرة والهيبة ولد في (١٣١٩ هـ) وتولى إمارة الأحساء بعد وفاة والده عبد الله بن جلوي فقام بأعباء هذا المنصب خير قيام وخلف أباه في الحزم والشجاعة وكان جبارًا قويًّا وقاسيًا لا يلين أضف إلى ذلك أنَّه رجل في الدين محافظ على تقاليد آبائه وأجداده ومتمسك بتعاليم الإسلام فلا يترك الصَّلاة جماعة ويكرم لحيته ويأخذ من شاربه هذا هو سعود بن جلوي الذي تضرب الأمثال بسطوته وتأمينه للسبل ولما أن نزلت شركة التنقيب في الظهران وكثر العمال هناك وتقدمت الحركة في المعادن انتدبه صاحب الجلالة الملك عبد العزيز لتلك الجهة ذلك بأنه لما اختلطت أنواع البشر من أحمر وأسود وكثر النهب والخيانة هناك استجاشه وحرك سواكنه وجرده فيها صارمًا فقدم إليها ولما أن قدم تلك الجهة أعطى سكانها مهلة ثلاثة أيَّام لرد المنهوبات إلى أربابها فمن وجد عنده شيء من مال الغير بعد ذلك فلا يلومن إلَّا نفسه ونادى المنادي بأن من سرق منه شيء فالمسؤول عنه سعود بن جلوي فألقيت السرقات والمنهوبات في الشوارع ليلًا تحت الظلام لا يعلم من ألقاها وما زال يبطش بالمجرمين والمفسدين حتَّى أصبحت تلك المقاطعة مضرب الأمثال في الأمن والطمأنينة وكان قاسيًا على المعتدين ولا يقبل فيهم شفاعة بل يأخذهم أخذًا صارمًا ويبطش بهم بطشًا عظيمًا.
ولقد دهس سائق من الأمريكيين عربيًّا ولم يعبأ به قائلًا عربي بدله عربي وهذا وإن كان ليس متعمدًا ولكنه ينبغي له غير هذا الجواب فنقل إلى صاحب السمو سعود بن جلوي كلامه وأنَّه يقول ندفع الدية فأمر بالسائق وأحضر بين يديه وأحضر أناسًا من الأمريكيين هناك فبسط عرضًا أمام الدكتور ثم أنَّه أمر أن يجعل طولًا وأمر بالدركتور يمشي عليه بالجنزير. حتَّى تمزق قطعًا بين أضلاع الجنزير وأمر بأناس ضربوا خادمًا له ذهب للنظر في شأنهم من قبله فجيء بهم مصفدين بالحديد قد انتفخت أيديهم من ضيق الأغلال فأمر بهم إلى السجن فهمس بأذنه أحد رجاله قائلًا لو أمرت بحلِّ الأغلال في هذه الليلة عن أبيديهم فقال دعهم وشأنهم يسلمون أو يهلكون وما زال يزاول مشكلة الحوادث حتَّى هابه أهل شرقي المملكة وإذا