صمدوا أمام روسيا، وأعلنت القتال، ولو بلغت الأحوال إلى آخر رمق، وحينما رأت روسيا أنها لن تلين قناتهم مهما كلف الثمن تظاهرت بالانسحاب تدريجيًا، وعدم مواصلة القتال أمام العالم، لأن الشيشان لا يقبلوا الشيوعية مطلقًا، وبما أن روسيا لما تفككت وخسرت غالب ممالكها ومستعمراتها التي تمقت الشيوعية وتميل إلى الإسلام، وتخلصت تلك الأمم الخاضعة لها من براثن ذلك الكابوس الظالم الجائر، وحصلت على الحرية بعدما سقطت تلك الحكومة القوية التي كانت ثاني حكومة على وجه الأرض، فإن مستعمرة الشيشان التابعة لها تطلب ذلك، وقد جاءتهم المساعدات من أمة الإسلام، ولم يألوا جهدًا في تخليصها، كما وقد تخلص غيرها، وإنها لعبرة للمعتبرين، وآية للناظرين بحيث كانت حكومة السوفيت القاهرة التي وقفت لأمريكا وقفة جبارة، فلا تهاب أمريكا سواها، وأصبحت اليوم بهذا الوضع، فسبحان من لا يزول ملكه ولا يضام سلطانه، ولا يرام عزه، فقل لأمريكا خلالك الجو شعرًا:
يا لك من قنبرة بمعمرٍ ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقَّري ما شئت أن تنقري ... صيادك اليوم قتيلٌ فابشري
وفيها وفاة الشيخ زيد بن فياض الأديب، وقد تقلب في عدة وظائف، فهو زيد بن عبد العزيز بن زيد بن فياض، كانت ولادته عام ١٣٥٠ هـ، وقد وصفوه بالأدب، وأخذ عن الشيخ محمد بن ابراهيم رئيس القضاة في العهد السعودي، وعن أخيه عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ سعود بن راشد، أما مشايخه في المعهد وكلية الشريعة فهم: الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والأستاذ حمد الجاسر، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ عبد العزيز بن باز، وجدَّ واجتهد في العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية، وله نشاط في التأليف، حتى قيل أن مؤلفاته بلغت تسعين مؤلفًا، وقد صار عضوًا في دار الإفتاء، ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة بالرياض، ثم عضوًا في رئاسة القضاء، وقام بالتدريس في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود، وتقلب في عدة