ابن سعود في إخلاصهم له وفيهم من أصدقاءه السابقين شيخان من مطير وهما فيصل الدويش ونائف بن هذال.
ولما زحف من بريدة يريد حائلًا لم يتوفق في غزاته تلك كما أنه لم يتوفق في وضع ثقته بالدويش وابن هذال لأنهما قد تعاقدا مع أبي الخيل على نصرة ابن رشيد والالتجاء إليه، فلما تحقق ابن سعود بالخيانات التي جرت وأن بريدة قد خرجت وتفلتت مطير من يده وتعددت الأعداء ذهب يستنجد عتيبة عدوة شمر ومطير فأفلح بعض سعيه.
وفي خلال ذلك هجم الأمير سلطان بن حمود على قافلة لابن سعود وكانت قد خرجت من قصيها فأخذها وأمن رجالها ثم قتلهم فشد عليه ابن سعود فلم يدركه بل عاد إلى حائل ثم عرج ابن سعود على بريدة متحملًا ما صدر منهم من التقلب لا سيما أميرهم ثم إن كشافة ابن سعود التقوا برجل في الطريق تراءى بهم أمره فقتلوه وفتشوه فوجد معه كتاب يحمله من محمد أبي الخيل أمير بريدة إلى سلطان بن رشيد يعاهده فيه على حرب ابن سعود.
ولما رأى صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن تعدد الخيانات والأعداء ذهب يدبر وسيلة الانتقام من الدويش فقد أثارت خيانته في عبد العزيز أشد الحنق والغضب، وكان من تدابيره أن أذن لعتيبة بالرحيل ليقال أنهم خذلوه، ثم صالح أهل بريدة وعفا عنهم وقد ضرب لبوادي عتيبة موعدًا في مكان يدعى الجعله فذهب على خفية واجتمع بهم هناك فقاموا وأغاروا بغتة على الدويش في جهة سدير فلاذ بالمجمعة وقد كان فيها حامية لابن رشيد فأدركوه ورجاله في بساتينها ففتكوا بهم فانهزموا شر هزيمة وغنموا أموالهم كلها وجرح الدويش في تلك الوقعة جرحًا موحيًا.
ثم جاء بعد هذه الوقعة كبار مطير مستسلمين مستغفرين فأعطاهم ابن سعود الأمان ثم عاد إلى الرياض، وما تم له شهر وهو هناك حتى جاءته الأنباء مثبتة خيانة أبي الخيل وأنه قد عقد هو وابن رشيد عهد الصلح والولاء، فعند ذاك قام عبد العزيز لفوره واستفز بوادي قحطان وعتيبة ورفض من جاء إليه منضمًا مع