جيشه من مطير ومن لا يوثق به، وكان ابن رشيد قد غزا في الوقت نفسه عربان ابن سعود فما نال مغنمًا بل حصل عليه عطش وظمأ فمات عدد كبير من خيله وركائبه فعاد إلى الجبل ونزل في قرية الكهفة.
فيا عجبًا لهذه التقلبات، سلطان بن رشيد يعاهد ويغدر، وقد جاء هذه المرة يريد بريدة لحلف بينه وبين أميرها وأبو الخيل تكررت خيانته بعدما عفى سيده عنه.
وكان أمير عنيزة ابن سليم قد سعى بالتوسط بينه وبين ابن سعود وما كان هذا اللئيم ليفيد لديه عفو ولا وساطة ورجال مطير قد انضموا إليه بعد ولائهم لابن سعود.
وهناك عدو آخر لا يستهان به وهو مبارك بن صباح فقد جاءت كتبه إلى سلطان بن رشيد يحرضه على خصمه ابن سعود ويلح عليه بالاتفاق مع أهل القصيم على حربه ويوشي بينه وبين ابن سعود وقد جرى من كاتب ديوانه مثل ما مر فيه غلطاته حينما كان يكاتب عبد العزيز بن متعب فبعث هذه المرة مراسله بينه وبين ابن سعود يغريه بابن رشيد هذا ويغري ابن رشيد بابن سعود، وجعل كتاب هذا في ظرف هذا وكتاب هذا في ظرف هذا غلطًا منه.
وكان مبارك لثقته به وإخلاصه له لم يعز له في سابقته وما توفق في ذلك لغلط صاحبه بل كان حظه الفضيحة، فهذه أفعال مبارك بن صباح يغري كل واحد منهما بصاحبه ليضعف الجانبين وهو مستريح وما أشبهه بالثعلب الذي خاف الأسد والنمر فحرش بينهما ليضعفهما وهو رابح من خسارتهما ذهب إلى الأسد وأظهر أنه ابن أخته وقال يا خال هذه وثيقة النسب وتلاها عليه فصدقه الأسد فيما يقول ثم ذهب إلى النمر وزعم له ما زعم للأسد ثم حرش بينهما فاقتتلا قتالًا عنيفًا، وأبو الحصين يهتف من فوق ربوة فلتعش يا خال أبقر البطن أهلكه إلى النار يا عدو خالي الحميم وكلاهما يظن أنه المقصود بهذا التشجيع وعدوه المقصود بالويل والثبور فاستراح منهما وصفا له الجو.