وقد كان والد الأمير محمد بن عبد الله لما ولاه ابن سعود إمارة بريدة لم يرضها له والده عبد الله بن مهنا الصالح الذي إذ ذاك كان ساكنًا في الكويت بل غضب لما علم بإمارته وقال حسبنا الله عليه إنه في الحقيقة لم يعمل خيرًا بتوليه الإمارة ويا ليتنا سلمنا من هذه الإمارة يا آل مهنا فإنه لم يبعدنا عن ديارنا ولم يشوه سمعتنا إلا الإمارة.
وكان عبد الله والد الأمير عاقلًا طيبًا وله من البنين إبراهيم، وفهد، وعبد الرحمن، وكان عبد الرحمن في حجره وهو يقول تلك المقالة وعمره لا يتجاوز سنتين وفعلًا كانت العاقبة سيئة كما كان يتوقعها عبد الله بن مهنا، ذلك بأنه جرى من الأمير محمد بن عبد الله أبا الخيل هذا خروج عن طاعة الإمام عبد العزيز وسوء معاملة والله يغفر له، وقد قدم إلى الحكم عدل يحاسب على النقير والقطمير، وكان للأمير محمد بن عبد الله أتباع لا يزالون على العداء لآل سعود وأتباعهم وهم على غيهم وتماديهم حتى أظهر الله طالع آل سعود فسكنوا وأظهروا الولاء.
وفيها قتل الأمير متعب بن عبد العزيز بعدما حكم بعد أبيه عشرة أشهر قتله وأخويه مشعلًا ومحمدًا أبناء حمود آل عبيد بن رشيد، وذلك أنه اجتمع فيصل وسعود وسلطان أبناء حمود المذكورون فتذامروا بينهم على قتل أولئك واتفق رأيهم على أنه ذهب يوم عبد الله وجاء يوم عبيد لسان حالهم ومقالهم يقولون هؤلاء الصبيان أولاد عبد العزيز المتعب لا يستحقون الإمارة وسيتنازعونها فيذللونها ويفقدون فعلينا أن ننقذها منهم لتبقى في بيت آل رشيد.
ولما أن كان في ٢١ من ذي القعدة في هذه السنة خرج أبناء الرشيد يطلبون الصيد وهؤلاء هم الستة المتقدم ذكرهم وقد خدع أبناء حمود المتذامرون للأمير وأخويه بدعوى طلب الصيد والرمي في العراء على الأهداف فلما بعدوا عن حائل وخفيت أسوارها كان معهم العبيد والخيل في ساعة تقدم فيها أبناء عبد العزيز بن متعب لأنهم الأمراء وكل واحد قد ركب حصانه فساق كل واحد من أبناء حمود العبيد حصانه على أولئك خفية فتناولوا رؤسهم من أعلى السروج بقرونهم وأغمد كل واحد خنجره بصدر الأخر فسقط الثلاثة صرعى على وجه الأرض يتشحطون بدمائهم والعياذ بالله.