الواقعة في بعض قباب المسجد الحرام، وصبغت الأساطين والأبواب، وداخل الأروقة بالصبغ الأسود والأصفر والأحمر العنابي، وأساطين النحاس التي حوالي المطاف صبغت باللون الأخضر، ورأس كل اسطوانة منها ووسطها بلون الذهبي، وكذلك المقامات الأربعة جددت صباغها على حسب ما هي عليه سابقًا، وكذلك أصلح باب بني شيبة ونقشه بالأصبغة المناسبة، وكذلك له صبغ واجهة عموم أبواب المسجد الحرام، وباب بئر زمزم باللون المناسب لها، ثم أصلحت أبواب المسجد الحرام بالخشب القوي وإزالة ما بها كان من العطب والخراب، وكذلك أزيلت الأتربة الواقعة في حصاوي المسجد الحرام، ونظفت وفرشت بالحصباء النقية، فبلغ ما أنفق على هذا العمل الصالح "١٢٤٨٣" ريالًا عربيًا سعوديًا، تفضل بنصف المبلغ المذكور صاحب الجلالة من بذله، والنصف الآخر من أوقاف الحرمين، ولقد كان الأولى أن يكون من مديرية الأوقاف صرف جميع ما يلزم، هذا هو ما جرت به العادة القديمة، ولكن لما حبست الأوقاف التي ترد من أهل الخير وكرماء المسلمين والأجواد الفضلاء المحتسبين من الملوك والسلاطين، وأهل الإحسان في مشارق الأرض ومغاربها، وجارت عليها الأيدي الغاصبة، وحبس ذلك الريع، وأكل وانقطع وروده أصبحت إدارة الأوقاف عاجزة عن القيام بهذه العمارة، واستمر العمل من ١٥ شعبان إلى ٢٤ شوال، فكان على غاية من السرعة، ولا يزال الإصلاح دائمًا ولله الحمد والعمل جاريًا بهمة ونشاط على الدوام، نسأل الله تعالى أن يعمرها بطاعته.
وفيها شرع في عمارة مسجدين في جنوبي بريدة قام بعمارة أحدهما قاضي المقاطعة الشيخ عمر بن محمد بن سليم متبرعًا به من نفقته الخاصة، وقام بعمارة المسجد الثاني الواقع عنه غربًا رجل من آل بطين كان محبًا للخير، ويعدّ من ذوي الثروة، وجعل هذا لمسجده ثلاثة بيوت: بيتًا للإمام، والثاني للمؤذن، والثالث لإصلاح بئر المسجد وحنفيات الوضوء، فجزى الله المحسنين خيرًا، وكانا متجاورين وعمارتهما معًا.