للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذلك بل أقام وليمة أخرى للعشاء كانت أكبر من الأولى دعا إليها الكبراء، ولقد قمنا بعد صلاة العصر برؤية مشروع التحلية في الوجه وكان المشروع يقوم على شاطئ البحر في بناية حجرية تحتوي على المكائن والمضخات والتكرير قد أسس عام (١٣٩٠ هـ) وفيه من العمال والمهندسين عشر، ويدعى كبيرهم محمد أفضل خان باكستاني أطلعنا على تلك المعدات ويقول أن السحب من البحر ثمانون فتصفي المكائن عشرة أي الثمن وترجع البقية وإن كان واحد من الخزانات يتسع لمائتي ألف وخمسة وستين ألف جالون (٢٦٥٠٠٠) فبذلك تحتوي على خمسمائة ألف جالون وثلاثين ألف جالون وجعل يروي لنا عمله وإخلاصه واستعداد المشروع لتأمين البلاد خمسة أيام لو تعطل العمل لا سمح الله، وكان يجيد اللغة العربية ويتكلم بأدب فسألته عن دينه فأجاب بأنه مسلم ويحمد الله على أن هداه للإسلام فهو يؤدي الصلاة في وقتها وسألته لو زادت الصرفية أكان يؤثر ذلك على المشروع فأجاب بأن غالب القصور الكبار فيها بساتين ولا ينقصنا ذلك من شيء، أما عن البيع والشراء فإن الأسواق هناك كافية للسكان، وقد وجدنا على مائدة سعادة الأمير الأطباء في ضمن المدعوين، وجرى بحث نحن نسألهم وهم يجاوبون وربما كانوا يستمعون إلى فوائد نلقيها من جهة الطب نرويها عن بقراط والحارث بن كلدة، وكان قد حضر لمائدة العشاء مشائخ القبائل ورؤساء الدوائر وكنا طلبنا من الأمير ناصر السماح لنا بالسفر غير أنه أبدى أسفه لسفرنا ليلًا وطلب منا البيتوتة في الوجه ويكون السفر صباحًا فبتنا بخير ليلة وسرنا بعد الإفطار في قصره العامر وعرض علينا كل ما نحتاجه غير أننا لم يقصرنا من شيء نحمد الله، وزودنا بكتاب فلبى أرض الأنبياء لنستعين به في مهمتنا فشكرناه وكان الكتاب مفيدًا في الموضوع غير أن الذي نقله إلى اللغة العربية وترجمه إليها قد لا يكون قديرًا لذلك نراه كثيرًا ما يسقط اللام القمرية وهنا تغييرات في بعض الكلمات، وكذلك أقول عن كتاب فلبي الثاني المسمى تاريخ نجد فإن فيه بعض أخطاء وفي كل حال من حلنا ورحيلنا فكنا موفقين.