للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأرشدنا إلى أن نسمي الله عند الأكل لأن لا يشارك الشيطان أحدنا في الأكل، وأرشدنا إلى أن نسمي الله عند الجماع لأن لا يشارك الشيطان في هذه الحالة، وأخبر الربّ الجليل عن أذية هذا العدو وبين الحالة في الامتحان به في قوله: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (٦٤)} (١) اللهم يا ربّ الشيطان ويا من ناصية الشيطان بيده اكفنا شره ولا تسلطه علينا.

وقد روي أن طالب علم سار إلى عالم في جهة بعيدة للأخذ عنه والتعلم منه وأنفق في تلك السفرة أموالًا طائلة، فلما أراد الرجوع أخبر ذلك العالم بالنفقات التي بذلها فقال له: أريد أن أمنحك فائدة واحدة تعدل بجميع ما أنفقت، فقال له: نعم وجزاك الله خيرًا، قال: ذهبت في طريق فاعترض لك كلب فكيف تصنع به إن تركته أكلك وإن قمت تنازعه وتقاتله قطعك عن المسير فكيف الخلاص منه؟ قال: أرشدني يا أستاذ، قال: إن الطريقة في الخلاص منه أن تدعو صاحبه وتطلب أن يكف كلبه عنك فهكذا الشيطان كلب ابن آدم فاستعذ بالله منه ليكفيك شره وتستريح منه.

ومن وصاياه - صلى الله عليه وسلم - "أوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو أن تعرض عليه عودًا" وفي رواية عنه "فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودًا فإن الشيطان لا يفتح بابًا" وفي رواية: "فإن الشيطان لا يفتح بابًا مجافًا ولا يكشف غطاءً ولا يحل وكاءً".

قال بعض العلماء: وضع العود لرد دبيب أو بمروره يعني الدبيب على العود وقيل الحكمة في ذلك ليعتاد تخميره ولا ينساه، وكل هذه الوصايا لأجل المحافظة


(١) سورة الإسراء، آية ٦٤.