للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الإمام فيصل بن تركي يحرضه على كف الأعراب عن النهب والفساد، افتتحها تغزلًا كعادته ثم ذكر نهبهم للأموال وسفكهم للدماء وإفسادهم في الأرض بعد إصلاحها وإغارتهم في الطرق وقطعهم السبل إلى غير ذلك مما يتوقع من البدو، فمن أبيات القصيدة المشار إليها قوله:

فقال ادخلوا في السلم طرًا وأسلموا ... وإلا فحرب وعده ليس يخلف

وأقسم لا نعطي على ديننا الرشا ... وما عندنا إلا حسام ومصحف

فمن لم يقومه الكتاب أقامه ... حدود الضبا والسمهري الثقف

فهل يستقيم الدين إلا بدعوة ... إلى الله يتلوها سنان ومرهف

وقد فرض الله الجهاد على الورى ... لمن كان عن نهج الشريعة يصدف

وقد كان يبدي الحلم والصفح عنهم ... ويعطيهمو الأموال كي يتألفو

فلما أبوا إلا الخلاف تمردًا ... رماهم بما يؤذي النفوس ويتلف

بجيش لهام حشوه الخيل والقنا ... تهب رياح الموت منه وتعصف

يقودهمو شبل الإمام وإنه ... لبالجود والإقدام والمجد يوصف

ثم قال في مديح فيصل:

هو البحر ينتاب العطاش وروده ... وكل امرئٍ يروي المزاد ويغرف

فأسيافه من خصمه ترعف الدما ... وأقلامه بالبذل والجود ترعف

لقد أتعب الكتاب كتب صكاكه ... فكدت على أقلامهم أتخوف

وامتدحه أيضًا بقصيدة في هذه السنة أفصحت عن جوده وكرمه والثناء عليه، ثم امتدحه أيضًا بقصيدة في هذه السنة بل في رجب ذكر فيها كيفية الأمن الذي نشره الله على يدي الإمام، ومن أبياتها قوله:

تبدل بالثياب جلود نمر ... وسل على أولى الظلم الحساما

فصار الذئب للأغنام سلما ... وصاحب في الفلا النعم النعاما