وسبب ذلك أنه لما انتقل جده عبد الله من بلد أشيقر إلى عنيزة كان مع عبد الله ابنه عبد الرحمن وابن ابنه مطلق الضرير، فنزلوا على عشيرتهم آل بكر من سبيع فأكرموهم وأقاموا عندهم، وتزوج عبد الرحمن وابنه ناصر هذا وكانت الرئاسة يتجاذبها إذ ذاك على بلد عنيزة آل بكر وآل زامل، فلما كبر ناصر المذكور ظهرت منه الشهامة والشجاعة، وكان الأمير إذ ذاك في عنيزة يحيى السليم، فصار ناصر يعارضه في أمور، ويساعد ناصرًا في ذلك أكابر عشيرته من آل بكر، فخاف يحيى وكان عاقلًا حكيمًا حازمًا من شر يقع بينه وبين آل بكر، فدعى بناصر المذكور وقال له إن لك حقًا علينا فاختر في إمارة عنيزة، وأنا لي الشداد ومعلوم الدرب والعكس إن شئت، وكان ذلك في الفوضى التي بين هتك الدرعية وبين مقام الإمام تركي، فخاف ناصر أن يكون يحيى غير صادق فيما قاله، واكد بالعهود والمواثيق، فلما علم ناصر صدقه قال: أنا ولد ويكفيني الشداد، فاستقام الأمر على ذلك، ولما قتل يحيى بن سليم في واقعة بقعا وتأمر بعده في عنيزة أخوه عبد الله بن سليم، بقي على إمارته أربع سنين إلى أن قتل سنة ١٢٦١ هـ في واقعة بين أهل عنيزة وبين ابن رشيد أيضًا، فتولى الإمارة بعده أخوه إبراهيم بن سليم ثم عزله عنها الإمام فيصل بعد أربع سنين وجعل مكانه أميرًا على عنيزة ناصر بن عبد الرحمن السحيمي، فقام بعدها بسنة عبد الله بن يحيى آل سليم وزامل بن عبد الله بن سليم ورجال من أتباعهم ورصدوا لناصر هذا في طريقه بعد العشاء الأخرة يريدون قتله، فرموه بثلاث طلقات أصابته واحدة منهن على غير مقتل وركضوا بعدما سقط على الأرض يريدون قصره، وكان قد ضبطه بالرجال وجعل فيه أخاه مطلقًا الضرير، فوجدوه مغلقًا لأنه قد سبقهم النذير وشمروا للحرب، فهرب عبد الله وزامل ومن معهما منهزمين إلى بريدة وأقاموا عند أميرها عبد العزيز المحمد، أما ناصر فقام من فوره ودخل قصره في عنيزة وجارحوه حتى برئ من جرحه، وكتب إلى الإمام فيصل يخبره باعتداء آل سليم عليه بغير جرم ولا سبب، ثم كتب عبد العزيز المحمدي إلى الإمام يخبره أن آل سليم عنده ولم يفعلوا ذلك إلا لأشياء حدثت من