ما ذكرتم كله صحيح، ونحن ليس لنا مقصد ما إلّا كما عرفناكم سابقًا ولاحقًا وهو أننا ما نحب حرب يحيى ولا غيره، وقد كتبنا ليحيى برقية جواب برقيته التي وردتنا اليوم، وكتبنا له برقية بخصوص حادث بني مالك، ولا بد أن القوة التي نزلت من أبها أنها عندكم قريب، ونحن الآن ننتظر برقية يحيى وأنت أعمل الحزم وأخبرنا برأيك في جميع الحالات كلها حتى نكون على بينة وبصيرة.
ثم جاءت برقية من حمد الشويعر أمير عسير أيضًا إلى جلالة الملك في ٢٩ شعبان، وهي هذه تقدم لجلالتكم أمس الماضي ما يكفي عن أخبار بني مالك.
وبتاريخه وردنا كتاب من أمير بني مالك يذكر أن المفسدين آل خالد وآل سلمة والظلمة مضايقينه بالمركز، وأنه وصل العبادل جنود الإمام يحيى عددهم ألف، وما يتنافر، فلما رأينا الحالة أرسلنا موترين إلى بلغازي وحرضناهم على المفزاع، وأيضًا لأمير بلغازي لإيصالها لربعنا، وبحول الله إن العدو معثور، وأحببنا إشعاركم.
ثم بعث أيضًا تعزيزًا لذلك إلى جلالة الملك: نحن ما منعنا عن بعض الأسباب إلّا ملاحظة لخاطركم، وإن شاء الله إن العاقبة لكم، روحنا موترين كما عرفناكم، وبها رجال معهم مؤونة إلى بلغازي وأهل فيفاء يأمرون عليهم بالمفزاع ويحزمونهم على المرجلة، وأخبرناهم إن رأوا منهم صدقًا وقومة فيعطون أمير بلغازي ويصلبونه ويمشونه مع بلغازي ليوصلوه لربعنا، فإن رأوا تراخي وعدم ثقة بهم يراجعوننا حتى نروح من عندنا قوة ونحن نبذل الأسباب لمباشرة المسألة الله يقسم ما كان الأصلح.
ثم إنه بعث إليه الملك عبد العزيز الجواب عاجلًا في غرة رمضان وهذا نصه:
أمير عسير بارك الله فيكم، ما ورائكم حسوفة، لكن تذكر من طرف العبادل ووصول عسكر من يحيى عددهم ألف ومائتان فهذا تعجبنا منه كثيرًا.
أولًا: إن الخبر وردكم من بني مالك، وأنت ذاكر لنا أنكم أرسلتم لجهة العبادل قوة وضبطتموهم، وأيضًا أنهم طلبوا منكم الأمان، إلى أن قال: وإنا قد عرفناكم أن جميع الحدود تجعلون فيها رجالًا طيبيين عليهم عمدة وسيارات ودواب طيبة