يواصلونكم الأخبار بالدقة بارك الله فيكم، أما الأخبار التي تجيئكم من الناس من الخارج بأنكم تخبروننا بها أو تجعلونها على بالكم فهذا واجب سواء من جاسوس أو من مخبر، وأما العمل الذي يعمل به ويعتمدون عليه الناس والعلم الذي يؤخذ ويكون مدار عمل فهذا يجب أن يكون من طورافكم ورجالكم الذين يعتمدونهم، المقصود أن العمدة على ما يصلكم من طوارفكم والعمدة على ما عرفناكم به سابقًا بأن تكونوا مستعدين حاضرين، وأنتم راقبوا قبائل يحيى من طرف ما ذكرتم، أخيرًا فالعمدة عليه ومنتظرون أخباركم السارة إن شاء الله.
ثم بعث جلالة الملك برقية أيضًا إلى أمير عسير حمد الشويعر يحرضه فيها على الاستعداد التام والحزم في الأمور، وهذا نصها:
٩ رمضان تعريفكم لنا من جهة وصول جند يحيى لآل خالد أهمني كثيرًا وأقلق فكري، ليس خوفًا من خطرهم فهم بحول الله معثورين إن شاء الله، لكن قلقي لثلاثة أسباب:
الأول: أني ما ظننت أن هذا يصير أبدًا.
الثاني: أن كثيرًا من الأخبار التي تجيء في مثل هذه الأمور ما لها صحة.
الثالث: بعد ورود برقيتكم هذه وردتنا برقية من فيصل بن سعد بوصول خبر إليه من جابر يبغي هذه المسألة، فأنت ما فيك شك ولا حصل منك تقصير، عليك أن تبلغنا بجميع ما يبلغك، وهذا هو الواجب فيصل حرصناه يرسل من يجيب لنا حقيقة الخبر، ويرسل إنسانًا بصيرًا عند ابن طاسان حتى يعطينا حقيقة الخبر ويسعى في الإصلاح إذا حصل المقصود بارك الله فيك، رأيي أنه إن كان ما فيه مانع تراه فشد وانزل أبو عريش واجعل قوة على الساحل ومعها سيارات وأنت تروا في المسألة لأننا بين طريقين إن كان هذا الأمر قد فعله بحي فنحن قد لزمنا الأمر، ولا بد من الهجوم عليه، ذلك إذا كان حقيقة قد أرسل جنود لبني مالك، لكن أنت اعصب نفسك وأحضر قوتك بلا تعد على الحدود حتى تتضح المسألة تمامًا، وتعرف كيفيتنا بالضبط سواء كانت كذبًا أو حقيقة، لأنه إن هجمنا على يحيى