بموجب كذب ابن طاسان فهذا يكون خطأ منا ونكثًا للعهود والمواثيق التي بيننا وبينه، ويكون ابتداء الأمر اعتداء منا عليه وفتح شر ما للمسلمين منه صالح، ونحن ما خلصت مراجعتنا معه، فإن كان يحيى فعل المسألة حقيقة فيجب الاستعداد ويكون هجوم المسلمين عليه مرة واحدة في يوم واحد، أنت اجمع عزمك وحزمك مرة واحدة بالسياسة والتروي، لا تخلينا نقع في خطر إما هجوم على غرور أو ترك الحزم، وكلامي هذا ما هو شك في همتك وحزمك، لكن تعرف أن هذا الأمر يهمني، ومن النقص على المسلمين إذا كان حقيقة ولم نفعل، وإذا صار غير حقيقي وفعلناه يكون نقصًا أيضًا فبما أنك باذل نفسك دون المسلمين اهتم للمسألة بالتحقيق وتدبر برقياتي هذا جيدًا والله يوفقك للخير.
ثم جاء الجواب من حمد الشويعر برقيًا إلى ابن سعود بتاريخ ١١ رمضان، وهو هذا: تذكر أنك تكدرت وأقلق فكرك ما ذكرناه لكم من وصول جند الإمام يحيى لآل خالد فهذا إن شاء الله مما يعينكم على عدوكم، لأن قصدك الصلاح، وأبشرك أن العاقبة لجلالتكم إن شاء الله، أما الخبر فهذا من ابن طاسان وقد تحققنا من جهات كثيرة ونحن آخذون بالحزم ومنتظرون أمركم بالحركة.
وهذا جواب الملك لحمد الشويعر في اليوم المؤرخ: ما ذكرتم كان معلومًا وأنا ممنون من أخبارك، وإني يوم أكثر عليك الكلام فلشيء معلوم أني واثق منك إلى حد النهاية أنك تفدي بما عندك وتحت يدك العزيزة المسلمين، ولا كلفت عليك في هذا الموقف إلّا أبغيك لمثل هذا الموسم، وأثق بالله ثم بك، وإن شاء الله إنك موفق فأنت إن شاء الله تجعل عملك في ثلاثة أمور:
أولًا: الوثوق بالله والحزم في الأمور كلها.
ثانيًا: مراعاة العدو وحركاته.
ثالثًا: تثبيت كل علم يجيئك لا من جهة العدو ولا من جهة الرعية، وأما المنازل ومصلحتها والأمر الذي يصدر العدو وفيه مصلحة فالرأي رأيك ويرى الحاضر ما لا يرى الغائب، وأنت أدرى بالمصلحة، وإن شاء الله أخبارك ما تنقطع عنا يوميًا،