سعود بن عبد العزيز العرافة والأمير خالد بن لؤي، فالتقت هذه الحملة في طريقها بأحمد بن سالم، وبعد ما قص على القيادة حوقل خالد وأمر سالمًا بالرجوع، فمشى مع الحملة التي استمرت في طريقها إلى بدر، وبعدما اشتبكت في وقعة مع المدافعين رجال شاكر ضربتهم فيها ضربة كتب لها النصر، واستولت عليها ثم أعادت أحمد بن سالم إلى مركزه، ومشت إلى ينبع فعسكرت هناك تنتظر الأوامر الجديدة من القيادة العليا، وكانت قد أرسلت تلك القياده فيصل الدويش أيضًا إلى الشمال فاحتل بجيشه العوالي حوالي المدينة بدون مقاومة، وأصبحت الجيوش السعودية محاصرة للمدينة بالضغط الشديد على أهلها ليحملوا أولى الأمر فيها على التسليم، كما قد ظلت تلك الجيوش مرابطة حول الوجه وينبع، وسعود العرافة وخالد بن لؤي معسكران في ينبع النخل، وفيصل الدويش في العوالي، وصالح بن عذل في الحناكية، هذا ولم تكن الجيوش هنالك مسلحة بغير البنادق، وإنما رجح السلطان عبد العزيز الحصار ليتمكن جنوده من الحج، ولقد كان اهتمامه بالحج في هذين الشهرين أكثر من اهتمامه بالحرب لأنه جعل يمهد قبل الحج بثلاثة أشهر للسهل، فأرسل في غرة شعبان نداء إلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يصيح للحج ويخبرهم بأن النظام قد ساد في البلدة المطهرة واستتب الأمن فيها، وأنه يرحب بحجاج بيت الله الحرام من المسلمين كافة في موسم هذه السنة، ويتكفل بتامين راحتهم والمحافظة على جميع حقوقهم وبتسهيل سفرهم إلى مكة المكرمة من أحد الموانئ الثلاثة وهي: رابغ، والليث، ألقنفذة، فعند ذلك غمرت البواخر تنقل الأرزاق من الهندية والخديوية وإيطاليا تجيء من عدن ومصوع، والسويس، ولم تتمكن الحكومة الهاشمية التي ضربت النطاق أن تصادر شيئًا منها.
ولما بعثت الحكومة الهاشمية إحدى بواخرها وهي المسلحة الطويل وصادرت خمسة سنابيك إيطالية مشحونة من مصرع إلى الليث وجاءت بها إلى جدة، قامت إيطاليا واحتجت بواسطة قنصلها السنيور فارس على هذا العمل، وأنذرت الحكومة الهاشمية بأنها تسحب قنصلها من جدة وتتخذ الطرق القانونية لحفظ