وكثرة أعدائه من اليهود والنصارى والمجوس الملحدين، فلا مسلم في أفريقيا وأوربا وأمريكا وأستراليا وغالب أسيا إلا وهو مضطهد لا يستطيع أن يتنفس الصعداء، وأصيب معظمهم بحروب طاحنة، ولا تستطيع الألسن عن أن تعبر عنها، فقد قدمنا من المآسي ما فيه كفاية.
وفيها في ليلة ١٨/ ٤ أقيم في المسجد الجامع الكبير في مدينة بريدة لحفاظ سنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - حفل كبير قام به مكتب الدعوة والإرشاد ببريدة، ودعي إليه المشايخ والعلماء من الرياض ومكة المشرفة، والمدينة المنورة، وجمّ غفير من الرس وعنيزة، والخبراء، ورياض الخبراء، والبكيرية وحائل، والمنطقة الشرقية، والمذنب، وعمت الدعوة علماء جاءوا من السودان والمنتدبين من مصر وغيرها، وعلى رأس الحفل أمير المنطقة فيصل بن بندر وأعيان مدينة بريدة، وقد امتلأ المسجد الجامع وغصَّ بالحاضرين، وامتلأت رحبة المسجد وسطحه، وامتلأت الشوارع من كثرة الحاضرين، فكانوا في سائر شوارع المسجد يمنةً ويسرة، وشرقًا وغربًا، ومما يجدر بنا ذكره أن يقوم صبي لا يتجاوز عمره السابعة فيجيب على مائتي حديث كان يحفظها عن ظهر قلبه، وقد قام الحاضرون يهنئونه بتلك الموهبة التي منَّ الله بها عليه، وقد نال سبعمائة ريال جائزة.
أما بقية الحفاظ فقد نالوا جوائز معنية ونالوا رفعةً وذكرًا حسنًا، وقد حضر لذلك نساء كثيرة في سائر الجهات وإنها لخطوة رائعة وتقدم بفضائل عظيمة وشرف يتسابق إليه الشاب المسلم، فقبل الحفل حفل يقام في هذا المسجد يتنافس فيه المتنافسون من حفاظ القرآن الحكيم، ويقال ثمانون شابًا من حفاظ القرآن جوائز ومكافئات، وكل فرد عشرة آلاف ريال تقديرًا لجهودهم، ومكافآت قيمة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وفي هذا اليوم المذكور تتقدم الدفعة الثانية الذين حفظوا سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيرى المسلمون ما يسرهم وينعشهم، وكانت تقام مثل هذه الحفلات في مدن المملكة، وقد أتينا ما حضرناه.